على الرغم من أنني لم أنته من فكرة مقال سابق كانت تدور فكرته حول البرامج الحوارية واللا فائدة منها لكنني ألم أشأ أن أكمل من خلال مقال آخر لأنني على ما يبدو بدأت أراهن على القارئ أكثر من قبل وبشكل أكبر ، في هذه الأسبوع سوف نبقى في حدود الفكرة ولن نبتعد كثيراً لكننا سوف نبقى نراهن على عقليات سوف تضع هذا الأمر في عين الاعتبار ، الحديث اليوم سيكون عن الأحاديث والحوارات الجانبية التي تنتشر مع أي حوار يحدث في أي مناسبة وفي أي مكان ، على سبيل المثال في المنتديات وفي الفيس بوك وفي تويتر أحياناً ، حيث يتحول النقاش مع من طرح الموضوع إلى نزاعات جانبية تبتعد في كثير من الأحيان عن الموضوع الأساسي ، فنجد من يحاول أن يهمش الموضوع الأساسي لتمرير بعض معتقداته أو يحاول من خلال الرد على رد لأحد المشاركين لتحوير الحوار وتغيير اتجاهه إلى نقطة أخرى أحياناً تكون بعيده كل البعد عن أساس الموضوع ، كل هذه الأمور تجعل المساحة تتحول إلى أرض جدال لا تنتهي إلا إلى خلاف بين الاثنين وهذا الخلاف في زمان يعني أن الخلاف هو بداية العداوة فيتحول الأمر إلى نزاع في نزاع ولا ينتهي إلى بالحظر أو تجنب الخوض في أي نقاش ، أتسائل دائماً حول جدوى الحوارات الجانبية وإلى ماذا تفضي فلا أجد إلا أنها شرارة الخلاف لأنها محاولات لفرض وجهة نظر معينة إن قبلت بها ستكون أنت المفضل وإن لم تفعل ستكون العدو الأول وربما العدو الدائم .
غريب أمر هذه العقول وغريب أمر أصحاب هذه الدعوات فتارة تجدهم ينادون بحرية الرأي وعند النقاش تفرض عليك أرائهم ولا يُقبل منك أي شيء لمجرد أنك خالفتهم في رأيهم ، تقول أنك تحاور من خلال طرح فكرة معينة وتقبل النقاش بها فتجد نفسك أمام خيارين إما أن تحارب أو تحارب ، والأدهى أنك تجد نفسك في جبهة المواجهة شئت ذلك أم أبيت ، إن حاولت أن تبتعد قالو جبان ويرفض النقاش ، وإن ناقشت بدأت الحرب ، إذا هما خيارين أحلاهما مرّ .
يا سادة يا كرام لنعي معنى الحوار ونفهم المغزى منه ، لنعرف متى نحاور وكيف نحاور وما هي الآلية المناسبة لذلك ، لنعرف أننا ليس بالضرورة أن نكون في الجهة الصحيحة دائماً ، وليس من المنطق أن نحارب كل من يخالفنا لمجرد أنه يخالفنا ، لمنحنا مساحة أكبر للعقل بعيد عن العاطفة ، لنتجنب الحوارات الجانبية التي لا تساهم إلا في نهاية أشياء جميلة .
يا سادة يا كرام من يخالفنا ليس بالضرورة أن نحوله إلى عدو لأننا بذلك لن نتمكن أن نحصي أعداءنا ، ولن نتمكن من إيصالنا أفكارنا لأننا سوف نضع أنفسنا في إطار محدد وعقلية محددة لا نخرج منها بسهولة .
يا سادة يا كرام لنقل ما نراه بحسب وجهة النظر التي تنم عن قناعة وبحدود القواعد المتبعة ولا يتحول الأمر إلى رفض للأخر أو محاولة تهميشه ، لنرتقي حتى في خلافاتنا ، لنعطي أنفسنا حقها من الاحترام من خلال احترام الآخر مهما اختلفنا معه .
يا سادة يا كرام طلع بلساني شعر من هالسالفة .... ودمتم
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa