عندما نتحدث بعقلانية نؤمن جميعاً بفكرة التقيّد بالحدود الشرعية و العرفية ، فيصعبُ على الإنسان مهما أدعى الحرية أن يتجاوز الحدين الذين يشكلان حياته فنحن جميعاً ما بين حدود وإن كانت مطاطية في بعض المجتمعات لكن وجودها ثابت والسير في المساحة التي تتيحها هو مسارنا جميعاً ..
وهذا الحديث يسوقنا إلى الحديث عن تفكير الإنسان الذي نجد أنه يتشكل بفعل مؤثرات إلى اثنين ( منطقي و وجداني ) فالمنطقي محكمه العقل و الوجداني محكمه العاطفة الفردية و الاجتماعية ..
فإن حاولنا تسليط الضوء على قضية “ حقوق الشاعرات “ من خلال مساري التفكير
المنطقي والوجداني .. لوجدنا أن “ المنطق “ يمنحها حق التعبير عن شعورها بالصورة التي تراها مناسبة لكم المشاعر التي تتزاحم في صدرها ، كذلك يمنحها الحق باتخاذ القناة المناسبة لتوصيل ذلك الشعور مثلها مثل الشاعر..!
لكن لو حكمنا “ العاطفة “ وهي التي تتحكم بحدودنا العرفية لوجدنا ميلاً كبيراً إلى تضييق الخناق عليها فميلنا الفردي والجماعي يشعرنا ببعض “ التجاوز “ لحد عرفي بظهور اسم شاعرة على واجهة الساحة الأدبية “ الشعبية “ ..!
و بم َ أني أحد المتشائمين دائماً ومن فئة “ الميالين “ إلى النظر للجانب المظلم من القضايا و الشك في الأمور كلها .. أكادُ أجزم أن الشاعرة لا تمر من منافذ القنوات إلا لغاية سيئة حتى أنّ من يمررها بقرارة نفسه يبحث عن مكاسب “ لا يسع “ المكان لذكرها .. ! وإن سألته هل تسمح لأختك أن تمر للساحة كشاعرة ؟ ستجد الحقيقة جليّة حتى لو أنكرها .. وحاول أن يتفوّه بعبارات تشير إلى أن تفكيره يتحكم به المنطق وأنه يرى بحق الشاعرة بالظهور ولا يعتبر ظهورها تجاوزاً ..!
السؤال هنا : لماذا يرفض الضليع في الساحة أن تدلف أخته أو قريبته مع بوابتها الواسعة ؟!!
القضية أيضا تحتاج للنظر من زاوية الشاعرات ونقصد شاعرات المجتمعات ذات الحدود الاجتماعية الضيقة ستجد أن الغالبية منهن يختبئن خلف قناع الاسم المستعار وما زلن يركضن بخفاء في زاوية الأدبيات العنكبوتية والواحدة منهن إن أُتيحت لها فرصة الظهور في وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة ستجدها تفكر وتستشير وفي الأخير تقدم “ اعتذارها “ لصاحب الدعوة ولا أدري ألثقة هنا معدومة بصاحب الدعوة أم بالمجتمع على العموم ؟!!
يأخذني الحديث إلى النظر إلى زاوية التواصل ولستُ على تواصل مع شاعرة لكيِ أحكي لكم “ ماهية “ التواصل الحقيقية .. لكن هل يقوم التواصل على الشعور الأخوي المتبادل أم أن ورائيات الأمر تشعرك بقصة « ليلى و الذئب » ..!
فالتواصل بين « آدم و حواء » بشكل عام يبحث من وراءه إلى شعور يوجّه هذا التواصل .. حتى أن كثيراً من الفتيات تقنع نفسها بالوهم من أجل خوض التجربة والطرف الآخر “ آدم “ دائماً يستغل هذا الوهم لصالحه ليحقق مكاسبه الخاصة وقد تكون “ المصلحة متبادلة “ ...!
في حقيقة الأمر بدأت أشعرُ أن قمة الشجاعة للشاعرات تتلخص بالجرأة على البوح بالاسم الحقيقي ويندر أن تجد شاعرة تقدّم نفسها باسمها الحقيقي الذي يستدل من خلاله محيطها الخاص عليها .. فتكتفي بإعلان السر بين صويحباتها ..!
خوفاً من حدود المجتمع العرفية والتي لو أدعينا أنها مطاطية فستتحول إلى سوط مطاطي على ظهر تلك “ الإنسانة “ ..
هديتي لكم هذا الأسبوع .. نبض الـ ( أعياد ) لنواف التركي :
تدري غيابك ذبح وحضـورك محـال
وأكتبك وأدري ما تجيـك المراسيـل
ياللي شبيه العيـد بعيـون الأطفـال
طفلـك بصـدري يحتـري للمقابيـل
يمكن يجيب العيد مـن يمّـك هـلال
وأذبح لك اللي بالمحاجر غـدن حيـل
من غبت والأحوال هي نفس الأحوال
لا فرحـةٍ تذكـر ولا بـارق يخـيـل
ما غير هذا اللي ورى الصدر يجتـال
اللي شقى من غير كسب ومحاصيـل
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com