العدد None Friday 02, November 2012
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير عزى خادم الحرمين في ضحايا حادث انفجار شاحنة الغاز 37 مرشحاً بعد يومين من فتح باب التــــرشح لانتخابات مجلس الأمة «الداخلية»: الوضع داخل السجون هادئ والادعاءات بحدوث شغب تضليل متعمد مندسون في المسيرات لقتل رجال الأمن أبناء القبائل يتصدرون اليوم الثاني لـ«الترشيح» السعودية: انفجار صهريج غاز يقتل 22 شخصاً ويصيب 111 آخرين إخلاء سبيل البراك بكفالة 10 آلاف دينار سفيرنا في القاهرة يحذر: لا تخالفوا قانون صيد الطيور صفر: مجلس الوزراء حسم الخلاف حول «جسر جابر» «الحرس» والجيش الأمريكي ينفذان «السيف الفولاذي» «البلدية» لـ««المخيمين»: التزموا بالاشتراطات البحرين: وقف المسيرات والتجمعات .. وليس منعها الكاظمي: نرفض لغة التهديد.. والسمع والطاعة لسمو الأمير العميد يختتم تدريباته استعداداً لمواجهة أربيل القادسية يخشى دائرة الخطر ياروليم: أجبرنا الاتحاد على التحرك بدون كرة بني ياس يخشى صمود الوحدة صفر: الحكومة حسمت خلاف جسر جابر بالترسية على الأقل سعراً العربي يكلف وفدا بالسفر إلى إثيوبيا للتحضير للقمة العربية- الأفريقية الثالثة المقررة في الكويت الصقر: زيارة رئيس المجلس البلدي إلى غوانغزو تفتح مجالات تعاون جديدة الظفيري: الإعلام الكويتي يحظى بتقدير كبير على مستوى العالم الهلال: حريصون على استفادة الجيل الجديد من خبرات العجيري الهاجري: انطلاق لجنة «حقوق المعاقين» لبحث المشاكل وحل التظلمات وفد الخير الكويتي ينفذ حزمة مشاريع إغاثية للنازحين السوريين الكندري: مكتب المشروعات الخيرية بالقاهرة نفذ مشروع الأضاحي في 12 محافظة «ساندي سياسي» يضرب... البورصة «بيان»: المشهد السياسي هو المحرك الرئيسي لاتجاه سوق الكويت محللون: ضغوطات بيعية نتيجة التطورات السياسية تكبد البورصة مزيدا من الخسائر مصر: توفير 25 مليار جنيه من وقف نزيف الفساد «المصارف»: إعادة النظر في نصيب الاجيال القادمة في النفط.. ضرورية المعارضة السورية تفتح النار علىالأسرة الدولية: أنتم السبب في وجود التطرف بيننا السعودية: صهريج غاز يهز الرياض .. ويخلف 22 قتيلاً و111 جريحاً تحذيرات فلسطينية جديدة من محاولات تهويد القدس .. وإسرائيل تعترف باغتيال أبو جهاد بلد المليون شهيد تحيي الذكرى الـ58 لثورة التحرير ليبيا: البرلمان يمنح ثقته لحكومة زيدان ... وفرنسا تشيد بـ«شفافية التشكيل» ورحلة العمر والشعر الطويلة الحروب الأهلية في الساحة الشعبية..! يوم التغابن خالد العتيبي بين القناع والمعادل الموضوعي «محاشي الحنين» الشاعرات الثلاث .. وأكوابي المسروقة! أُمي كذبت عليَّ تجار الأدب :......الأدب سلعة أثبتت خسارتها مغزل رفعة!! مقامان وامرأة واحدة المهندس بهر الجمهور في حفل روتانا بالكويت ثلاثة متسابقين إلى المرحلة النهائية للتنافس على لقب «المبادر» « الدوحة السينمائي».. أفلام من مختلف أنحاء العالم ترضي جميع الأذواق

مقامات

أُمي كذبت عليَّ

العنوان أعلاه هو لرائعة من روائع الأديب الكبير مصطفى العقاد عثرت عليها وأنا
  أقلب إحدى صفحات كتب الأدب الزاخرة بروائع القصص وبديع الحكم حيث وجدتُ هذه القصة المعبرة والمؤثرة التي ساقها العقاد في معرض حديثه عن والدته يرحمها الله
 صحيح أن العنوان غريب نوعاً ما لكن إذا عُرف السبب بطل العجب وهذا مااتضح لي في ختام القصة التي أضعها هنا بين أيديكم لتشاركوني ذات الدهشة ومن ثم ترفعوا أكفكم بالدعاء لوالديكم  حيث يقول العقاد :  

ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة ثماني مرات كذبت أمي عليّ  

تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا .... وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا : كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة وكانت هذه كذبتها الأولى ..
..  وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ، ووضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا  وقالت: يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك وكانت هذه كذبتها الثانية..   وعندما كبرتُ أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي..  وكانت هذه كذبتها الثالثة .. أنا لست مرهقة
 وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ، ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها : اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة وكانت هذه كذبتها الرابعة .
وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت مسؤولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة : أنا لست بحاجة إلى الحب  
وكانت هذه كذبتها الخامسة
وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه  قائلة: يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني  
وكانت هذه كذبتها السادسة
وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ، اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت : يا ولدي .. أنا لست  معتادة على المعيشة المترفة وكانت هذه كذبتها السابعة
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان ، وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم  
وكانت هذه كذبتها الثامنة وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا..انتهى   
 ..
هناك دمعت عيني وأنا أقرأ هذه القصص المؤثرة لنموذج رائع من الأمهات اللاتي وإن استخدمن الكذب في بعض الأحيان مع أبنائهن فما ذلك إلا من حب وإيثار وتضحية قل مثيلها في عصرنا هذا الذي أصبح فيه الكذب على الغير لمصالح شخصية ضررها أكثر من نفعها... فاللهم ارزقنا رضا أبائنا وأمهاتنا وجنبنا الكذب واهدنا إلى الصدق في القول والعمل      

نجاة الماجد
 
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق