لا أدري ..؟! وأشعرُ أننا بحقيقة مجردة لا ندري عن كل ما يجري حولنا ، فليست الأحداث في رؤيتنا الثابتة إلا أمور يجب أن نغض الطرف عنها كثيراً بشمولية “ لا أسمع ..لا أرى ..لا أتكلم ..! “وكل هذا الذي نعيشه بتأثير ثقافة ممتدة ورثناها بكل امتداد التاريخ الذي نعرفه ..! شكلتنا هذه الثقافة بشكل يتيح لنا أن نعيش الخوف بتفنن ..! ودائماً لا يكون خوفنا إلا من المجهول الذي نعرف كنهه وتتجلى حقيقته أمامنا ..! فتجدنا معه فقط نريد “ الحياة بسلام “ رغم أننا مجرد أموات من غير سلام ..! وبشق “ السلام “ تعالوا نركز على تلك الطاولة التي نجلس عليها دائماً لنفاوض العدو الذي يفاوضنا من غير أن نجد عنده أيّ أهميّة لنا فتجده فقط يفاوض ليرضي العالم الذي هو بحقيقته لا ينتمي للقضيّة كطرف حقيقي ..! يا أصدقاء ما لنا و مال السياسة .. فمهما قلنا بها لن نغيّر من مجرى الأمور شيئاً يذكر .. وسيبقى الحال على ما هو عليه أبداً ، ما دمنا نحن نخاف من المجهول ، فمن الطبيعي أن يستمر المجهول على نمطه في التفاوض ..! وحتى نتجنب السياسة سنلجأ كعادتنا كعرب إلى اللجوء إلى الأطلال والتباكي على أي حجرة عجزت السنين عن طمس معالمها لنتذكر المعشوقات بقدّاس “ قفا نبكي من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ِ “ ..! والأمر الذي أستغربه هنا .. ورغم أننا كثيراً نلجأ إلى الماضي للبحث عن نشوة اللحظة من خلال المجد القبلي تجدنا لا نؤسس لرتم شعري شعبي من خلاله نخلق نافذة للعودة إلى الوراء من خلال الانطلاق من حاضر “ طللي “ملموس كان شاهداً على تلك الأمجاد التي نتغنى بها كثيراً .. فهل أمجادنا تماماً وهميّة كالمفاوضات التي نسمع عنها في كل نشرة إخبارية تشعرنا بلحظة أننا بحق كيان يعادل الكيان الصهويني لنشكل معه طرف مفاوضة ..! في الشعر الجاهلي هناك مدخل للعودة للماضي “ الحالم “ من خلال التباكي أمام حجر ٍ شاخص يذكر الشعراء بتلك المحبوبات التي حالت الظروف كعادتها بين القلب و القلب .. فلم يعد مجالاً إلا للبكاء والتذكُّر ..! فلماذا لا يكون في الشعر الشعبي نهجٌ ثابت نستطيع من خلاله العودة ذهنياً لتلك الأمجاد التي لا شاخص لها والتباكي عليها بنسق “ قفا نبكي على الوهم المزعوم “ ونخلق أيّ شيء ينجينا من بؤس الحاضر الذي يشكلنا ضعفاء بل ضعفاء جدّاً ..! سأدع المجال لغيري من الشعراء عسى أن يبتدع نهجاً ننطلق كلنا من خلاله لنهرول للوراء هرباً من الواقع السياسي المرير ..! وأنا سأنطلق من هذه النقطة بشعور حاولت التعبير عنه لكنّي لم أستطيع إلا بقولي : ما أقسى تلك الفكرة التي تريد الحديث عنها .. لكن لا الشعر ولا النثر يستوعبها .. تجدها تحشرك في زاوية ضيّقة .. لتمارس الصمت بجدارة . وتقول كما أقول :
( وأنت رايح لا تلوّح باليمين
لا تهز إيديك و يطيح العنـا ..
مع غيابك تنطفي شمعة سنين
و مع غيابك ينطفي قلبي أنا )
أتعلمون أننا نرتبط في أحيان كثيرة بروابط تجبرنا على تقبل القادم بصدر ٍ رحب ..؟! ليس لغاية الرضا بالقادم .. بل لأنّ القادم يرتبط بإنسان [ حاضر ] .. لم يشكل الماضي مثله و لن يكون في القادم من يرتقي للدرجات التي وصل لها ..! و لأني ألتزم الصمت كثيراً هذه الأيام .. و بيني و بين نفسي أبرر تلك اللحظات الصامتة ..! سأختم بقولي :
السكوت أحيان ْ نبرة للكـلام
لا فقدت النطق مع بعض الشعور
و هديتي لكم هذا الأسبوع بعض من “ تلميحتين و نص “ للشاعر محمد عوده البلوي :
حلمت إنـي كتبـت بواقعيـه
قصيده جات من هم و قضيـه
ما بين اللاوعي والوعي أراني
مكمم فـم فِ/ بطانـه رديـه
مغطى عن عيون اللي عيونـه
ما يسهرها سوا هـم الرعيـه
قريب من اللي بإذنـه وعينـه
ما يسمع ما يرى إلا الخطيـه
وأحس إني وأنا في عز نومي
علي غيـر الهـدوم الداخليـه
أخاف أصحا معاي الحلم يصحا
واخاف ارجع وانام أحلم بزيه
و لآخر المشهد تابعوها في منتدى موفـن ..!
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com