في مقال سابق تحدثت عن الإعتذار وفنه واليوم أدمجه مع قدر الصداقه وأسلوب الإعتذار واختيار انسب الطرق له مع من نشعر بقربهم أو حتى عداوتهم
“ كما عليك أن تختار صديقك بعناية عليك أن تختار عدوك بعناية أيضاً “
هذه الجملة قلتها ذات مرة ، وأريد تكرراها دائماً لأن القناعة بها يجعلك تضع معايير ثابتة لاختيار أصدقاؤك ومعايير أكثر منها ثباتاً حين يفكر أحد بمعاداتك ، اختيار الوقت المناسب في كلتا الحالتين أمر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار كذلك ، وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون صديقك ذكياً وعدوك ذكياً لكي تستمر في إكمال باقي المتطلبات ، وهذا يعني أن الذكاء خطوة مهمة وأمر لابد منه
ربما كان لابد من هذه المقدمة لأنني لم أشعر بانقلاب حاله إلى هذه الدرجة من قبل حتى حين هجرت صديقي المقرب مرغماً ، صديقي هذا يجب أن أصنفه من النوع الفريد الذي لا يتكرر ومن بعد هذه القطيعة وبدأت الكتابة إلكترونياً من خلال الكي بورد مباشرة ، لم يبدي أي مشاعر غاضبة على هذا التحول وكأنه يقول في قرارة نفسه [ ترجع لي يعني ترجع لي ] وقد كان صائباً في صمته وثقته لأني مهما ابتعدت عنه أجدني أبحث عنه من جديد ، ولأني وجدت فيه ملامح التذكر والغضب الشديد مني كان لابد من اعتذار يليق به متمنياً بالوقت نفسه أن يتكرم صاحب الهيبة بقبول اعتذاري ، كان دائناً متسامح معي ويشفع لي الغياب وكنت أتذكره مع كل حرف أهمّ بكتابته وكأن هذا السبب هو ما يجعله يسامحني كلما عدت له .
غضبه هذه المرة كان مختلفاً وكما أسلفت لم أكن قد رأيته من قبل على هذه الحالة وأنا أهم بالاعتذار له كما جرت العادة إلا أنه لم يسمع مني ولم يعرني أن اهتمام وأنا أعلم في نفسي بأنه غضبه الشديد لم يكن سوى لذنب اقترفته يصعب عليه أن يسامحني على هذا الذنب ، لم أقبل أن يكون على هذه الحال وأنا لا أقوى على فعل أي شيْ ، وبذات الوقت لم يكن بمقدوري فعل أي شيْ ، الأمر أكبر من الاعتذار وأنا في دوامة الحيرة كيف لي أن أتصرف مع صاحب القدر الكبير وكيف أن أقتحم حزنه أولاً ومن ثم التفكير بالاعتذار له والتفكير بقبول الاعتذار .
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa