أعتقد بل أكاد أجزم أن المرأة السعودية المثقفة في عصرنا الحاضر استطاعت تحقيق جزء يسير من طموحاتها الثقافية رغم أن أغلب الظروف والفرص مهيأة لها أكثر من أي وقت مضى ,صحيح أن البعض لازلن يعانين من سطوة العادات والتقاليد لكن هذا لم يعد يشكل عائقاً كبيراً في ظل الإنفتاح الإعلامي وتعدد قنواته فالمرأة أصبحت تشارك وتبدي رأيها وتبوح بمكنوناتها سواء بإسمها الحقيقي أو المستعار وبذلك أصبح صوتها مسموع وكلمتها مقروءة بدليل أنها استطاعت مؤخراً دخول مجالس الأندية الأدبية كما أنه أصبح بإمكانها المشاركة في عضوية مجلس الشورى والمجالس البلدية وهذه فرص لم تكن متاحة للمرأة من قبل غير أن هناك بعض العقبات اليسيرة التي أرى أنها تعترض طريق المثقفة الواعدة التي تحلم بأن تحقق ذاتها وتبني لها اسماً ومجداً يحول دون تحقيقه بعض المحسوبيات التي تعمد إلى تفضيل بعض الأسماء على بعض أو بمعنى آخر أرى ضرورة الاهتمام بالمثقفة السعودية الواعدة التي تتطلع إلى مزيد من الاهتمام الإعلامي المحلي الذي ن
رى أنه كرس اهتمامه وبشكل مبالغ فيه للأسف الشديد على أسماء بعينها أخذت حظًّا وافرًا من العناية والشهرة، في حين نرى أن الاهتمام بالأسماء الجديدة يكاد يكون معدوماً أو لايكاد يذكر ؛ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لابد من البحث الجاد عن التميز الحقيقي بعيدًا عن « البروبقندا» التي عادة ما تكون مبالغ فيها والتي تخدم في العادة أسماء نسائية لا تحمل الكثير من العطاء والتميز، وذلك بسبب المحسوبيات والعلاقات الإعلامية الخاصة التي ربما تعطيها أكبر من حجمها وقد تسنى لي من خلال عملي الصحافي بصحيفة الصباح الكويتية ومجلة سوّاح السعودية إجراء لقاءات مع عدد من الشاعرات الواعدات اللاتي ذُهلت من إبداعهن وتميزهن في الكتابة الشعرية والنثرية وطريقة ردودهن التي تشي بمدى الثقافة العالية التي يتمتعن بها رغم بعدهن عن الأضواء التي تخدم في الغالب أصحاب الأسماء الكبيرة المخضرمة حتى لو كن أصحاب تجارب هشة ونصوص واهية لذا ومن هذا المنبر أرى أنه لابد أن يحرص المجتمع ممثلاً في وزارات الثقافة والإعلام وقنواتها المختلفة على تقديم المثقفة الحقيقية سواء كانت صاعدة أو واعدة وتسليط الضوء على إنتاجها وفكرها بما تستحقه من اهتمام بل و إتاحة الفرصة أمامها لتقديم نفسها في المحافل الثقافية المحلية والخارجية أسوة بغيرها من المثقفات بعيدًا عن الصراعات والمحسوبيات التي تستحوذ على مشهدنا الثقافي السعودي لذا فلا تستغرب عزيزي القاري ولا تبدي إستياءك إذا وجدت أن أغلب مبدعاتنا الواعدات في حقلي الأدب والصحافة يتوجهن بشكرهن للصحف والمنابر الإعلامية الخليجية وتحديداً الكويتية في تشجيعهن ودعمهن ومساعدتهن على نشر موادهن الشعرية والنثرية في ظل تقصير الإعلام المحلي وبحثه عن أسماء قديمة أو أسماء دخيلة على الأدب والإعلام كان للمحسوبيات والشللية دور في وصولها ولستُ هنا بصدد التعميم فثمة أسماء لمبدعات حقيقيات جديرات بالتقدير حتى لو كان للواسطة دور في وصولهن ولكن للأسف هن قلة قليلة لاتكاد تذكر في ظل السواد الأعظم ممن هن دون ذلك .... وصدق المثل القائل « زامر الحي لايطرب» والله من وراء القصد فاصلة شعرية :
ذات ليلة شتوية ماطرة جادت القريحة بقافية موغلة في الحلم رغم الألم والهم قلتُ فيها :
ماهزّني الحب لكن هزني كمدي
واستلّ حُزني سيفَ الدمع من جلدي
مالي أرى الحلم عن عيني مرتحلا
أملّني الحلم أم خارت قوى جسدي
يا صهوة المجد هل في العمر متسعٌ
ليرتقيك طموح لم يزل ولدي
لي كالجبال صمود لم أفارقه
الله ربي عليهِ العُمرُ معتمدي
نجاة الماجد