من الصعب جدا القول ان هناك حركة نقدية الآن في الساحة الشعبية « العامية » ، أو نقر بوجودها رغم كثرة البرامج وتوالد انصاف المتعلمين ممن يمارسون النقد وفق منطق الديوانية والمجلس والعيب والشرهة الخ .
فأي حركة ناجحة – اظن - غالبا ما تتشكل من عدة أشخاص وبطريقة منظمة – الى حد كبير وبمنطق أدبي له بكل تأكيد – وإن لم يرد ذلك احيانا - ابعادا إيديولوجية تخطط للبناء الذي يظنه البعض هدم ، أي هو « بروسترويكا » تتطلع لهدم النمط السائد القديم وبناء نمط جديد في التعامل مع قصيدة الشاعر العامي المعاصر ، المتطلع لهموم الانسان وهموم ووطنه وأمته .
هذا ما فهمته من خلال قراءاتي حول أغلب الحركات الادبية الناجحة والهامة ، لكن هذا الشيء لا أراه في هذه « الساحة الشعبية المسكينة » التي ترزح تحت وطأة احتلال المداحين الرداحين ممن يظنون أنهم سادة الشعر والناس وهم في أفضل حالاتهم متسولون ليلا ومتطوبرون على اللجان الخيرية صباحا !!
فحين نريد التكلم عن مجهودات فردية سابقة ولقلة النقاد يقوم بها بعض المبدعين وفترات متفاوتة فكنت اكتب شخصيا بعض القراءات حول الشعر القديم واسقاطه على الواقع المعاش وقتذاك ونقرأ شيئا مضيئا هناك لمحمد النفيعي وشيئا من الوعي لخلف الحربي وآخر لفهد عافت ولمسفر الدوسري ، لخلف الاسلمي لعواض العصيمي وآخرين ربما ، لكننا كنا هنا ، ولأننا أكثر تنظيما وقربا من بعضنا – على مايبدو - كنا قد أحدثنا بعض الربكة ، ولكن لأننا لسنا نقاداً – متفرغين – بالاصل ونكتب لقلة المحترفين لم نصنع حركة نقدية بل حركة شعرية كما أظن .
في الفترات الأخيرة ارى – بوضوح شديد – كثرة الكتابات النقدية غير الدقيقة وأظن أكرها لاعتبارات تحوم حول مدى التفات القائمين على برامج المسابقات على هؤلاء واختيارهم كأعضاء لجان كما أظن !!
ولا أظن الذي يفشل في كتابة الشعر سينجح في كتابة نقد رائع ، دائما ما أظن ان الناقد الرائع باستطاعته تحويل اكوام التراب الى بيادر حنطة حين يمارس تجليات نقدية توغل في النص فتقرأه من الداخل دون ان يغش الناس ولكنه يقدم رؤيته هو ، وهذا من الفن الذي لن يتحقق – في الغالب – لشاعر فاشل ابدا !
لا تتركك للريح ريشه : لو تطير
لا تعبث بجنحان روحك ..
أو تحاول تستعير الريش من :
غيمة
ونجمة
وعاشق
وطير
أو تمشي بْلا وِجْهه ووجه وضمير ..
الفاعل أنت المبتدا ..
اترك خياراتك ..
متى ما تشعر بموتك :
هي الحل الأخير ..!
إستدرج بخفّة : مدى
واكتب عباراتك
وقسمّها على صوتك
وغن بطعم غير ..
تلقاك وحدك بالفضا
ريش
وسماوات
ودعاء أم بهزيع الليل في الثلث الأخير
بسجدة إيمان ورضى ..
تلقى الكثير
تلقى الكثير
الأكثر :
إنك كنت وحدك طير
ووحدك من يطير .!