أصدقكم القول لم أستطع التفاعل شعوريًا مع الحكم المؤبد الذي صدر بحق محمد بن الذيب في قضيته التي نُظِرَت في محاكم دولته قطر!، ولا تستغربوا هذا الجمود الشعوري ، فمع مشاهد الدم التي نعيشها مع كل نشرة أخبار لابد أن ينعكس هذا علينا لنصل لمستوى الاعتياد ..! ففي الأخير الشعور المتكرر يدخل في مستوى ثقافة التعوّد لنفقد بعدها استشعار الأحداث ، ونحن كعرب لنا عقود ونحن نضرب “ بالجزمة “ كحالة جمعية فلا فرق مع الحالات الفردية كحالة شاعرنا خلف القضبان ، لذلك سأحاول التفاعل فكريًا مع الحدث باعتماد واقع الشعر والشعراء ، وأول فكرة تخطر على بالي تشير إلى أنّ الذيب لا يعدو كونه ضحية صراع أقوياء ، وهي عادتهم يتصارعون ولا يخسرون بل يعوضون خسارة طرف بالتضحية بأحد الضعفاء ..! وحتماً محمد يستشعر هذا من الوهلة الأولى للدخول في بلاطهم فعلى امتداد التاريخ لم يدخل بلاط السلطنة شاعر إلا وكان نصيبه السجن أو الموت !! الفكرة العقلية الثانية التي تخطر على بالي أنّ مؤبد محمد كممثل بشري للشعر الشعبي قد يدخل في الأثر الإنساني “ مصائب ُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ “ فحتمًا الرقم الشاغر الذي سيتركه الذيب سيكون مطمعًا لكثير الشعراء !! فهم في الأخير مرتزقة وعادة هاكَ بشر لا يهتمون للحالات الإنسانية بقدر ما يهتمون “ لكم نصيبي ؟! “ وهذه فكرتي حتى وإن أظهر الشعراء لغة حزينة وشعارات فيها الكثير من التعاطف !! فما خلف الظاهر من قولٍ وفعل هناك ثقافة كلنا يعرفها ولا يمكن خداعنا حتى ولو مُوِّهِت بكل لغات العالم ..! حتى أنّي لا أستطيع نفي التهمة عنّي كواحد منهم ، فها أنا أستغل المشهد لأملأ زاويتي في الملف !! ولأني رغبت بأن أكون الصريح لم أتناول الحدث و أنا أزيف شعوري بمستوى عالي من الولولة والتحسر على سجين الشعر.! ففي الأخير محمد الشاعر لا يهمني كممثل للشعر ، وكذلك لا أهتم لبلاط الأقوياء إياهم ، وإن كان هناك نقطة تأثير في هذه القضية فهي بالتركيز على محمد الإنسان ربُّ الأسرة الذي و إن تَمَّ الحكم ، ودخل في طور التنفيذ فحتمًا المتضرر الوحيد في كل هذا هي أسرته !! أما الجميع المتشدق فبعد أسبوع من الآن سيندر ذكره و سيبدأ المرتزقة باستغلال الفرصة لسد الفراغ الذي تركه محمد بغيابه !! لذلك و من كل قلبي بتأثير الحالة الإنسانية لمحمد أدعو الله أن يفك أسره و يعيده لأهله سالمًا معافى من سجون الكبار الأقوياء ..! وكذلك من كل قلبي أتمنى أن يفهم الشعراء قضية أن دخول بلاط السلطان ليس كخروجه ..! و اللهم إنّي بلغت فاشهد .
و ..
و ابتدأ ليل السهر .. و الصبح توّه
كنّه الدرب الطويل .. بـلا نهايـة
استغيث النور ( لكن ) ..! فيه قوّة
تسحب السهران لآهات / البدايـة
يا معنّـي خافقـي و غنـاه : أوّه
لا تظن ( الآه ) لأمثالي / حكايـة
كل ليل و سهرتي ما هـي مـروّه
التزم حد السهر .. عن كل غايـة
و التعب و إن طال رجل ٍ في سموّه
يذكر بوجه التعب من قلب / آيـة
يا يكون بكل موقف .. في علـوّه
يا ينكّس رايته .. مع كـل رايـة
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com