ثمة العديد من الأسماء الشعرية في الساحة الالكترونية اتسمت تجاربها بالقوة والرصانة وقصائدها بالجزالة والمتانة والإبداع اللغوي والتصويري بعض هذه الأسماء خرجت من الفضاء الالكتروني إلى فضاء الإعلام الخارجي بقنواته الورقية والمرئية والصوتية وبعضها لازال يغرد خارج السرب بعيداً عن الشللية والمناطقية التي تخدم فئة دون أخرى لذا كان جدير بي وبمثلي ممن ينتمون إلى بلاط صاحبة الجلالة أن نسلط الضوء ولو قليلاً على تلك التجارب الناضجة والقصائد الجزلة والأسماء المتميزة رغم إنزوائها وتنحيها جانباً وفي هذا الأسبوع وعبر زاويتي هذه سأقدم لكم شاعر من طراز نادر آثر الإعتكاف في محراب تويتر بين جمهوره ومُحبيه بعد أن نضجت تجربته وكوّن لإسمه قاعدة جماهيرية عريضة في منتديات الأدب والشعر جعلته يتربع على عروش الإشراف والإدارة هناك ردح من الزمن .. إنه الشاعر عبدالرحمن الحميدي الذي يقول في إحدى روائعه :
يامن يليّن لي مصاليب الاحداق
ويرد لي نوم العيون الهنيّه
إشتقت للراحه بعد وقت الارهاق
لو هي دقايق قبل وقت المنيّه
ملهوف عطشانٍ على الموت منساق
مجروح من شهب السنين العصيّه
شاعرنا دار بيني وبينه حوار قصير حدثني خلاله عن بداياته في نظم الشعر والتي انطلقت عام 1424 هـ إذ كان عمره آنذاك لايتجاوز الستة عشر عاماً والغريب أنه ليس ثمة مناسبة معينة لدى الشاعر كانت السبب في تفتق قريحته الشعرية سوى هاجس الشعر الداخلي وربما ساعده على ذلك حفظه للعديد من القصائد الشعرية منذ أن كان في العاشرة من عمره ولا عجب في ذلك فشاعرنا متعلق بالشعر اشد التعلق وقد أوضح لي في ثنايا حواري معه أنه اكتشف لاحقاً أن الشعر ونفسه عينين في رأس واحد , ورغم أن شاعرنا مُقل في الظهور الإعلامي ولم يسبق له إحياء الأمسيات الشعرية بسبب ظروف دراسته فهو يطمح لنيل الدكتوراه في الإدارة العامة وقد قطع نصف الطريق إلى ذلك وعلى الرغم من ذلك إلا أن لشاعرنا عبدالرحمن الحميدي قصيدة بلغت شهرتها الآفاق ووجدت صدى كبير جماهيرياً وإعلامياً حتى أصبحت في أغلب التصاميم والتواقيع المتداولة عبر المنتديات العنكبوتية تلك هي قصيدة « قديم الشوق» التي اخترتُ لكم منها الأبيات التالية :
قديم الشوق وش تبغي من اللي مايبيك وراح
نساك وحط في جرحك جمر وارتاح من جرّحت
صحيح الجمر يحرقني ولكني معاه ارتاح
يهون الجمر مع شيءٍ عرفته فيك يوم ارتحت
قديم الشوق ياكل العنى يامزعل المنساح
دخيل الله تريحني وانا اللي عن فضاك انزحت
نفذ صبري بيومٍ كان لي به اّخر الافراح
ضلوع الصدر صارت باليّه من عشقتك مافلحت
بهت لوني من اسبابك عرفت ان الهوى ذباح
مع اللي مثل طبعك ياقديمي يوم بيدك طحت
وبعيداً عن الشعر كانت لي وقفة مع أبرز المواقف التي أثرت في شاعرنا فبكى خلالها أو ضحك فكان الموقف الذي أبكاه على حد قوله:( طفل يتيم الأم مات بسبب الاهمال والبرد رأيت له صوره ولم أتمالك نفسي حتى أجهشت بالبكاء بشكل لم أبك مثله بحياتي . وبالنسبة للموقف الطريف فقد حصل عندما وعدت أخي بأشرطة بلايستيشن عندما اعود من السفر وبعد عودتي نسيت ذلك وعندما سألني قلت له نسيت فقال لي “ليش مانسيت شنطة السفر”بالفعل أخجلني واضحكني ) هذا وقد ختم الشاعر حديثنا معه بتقديم ثلاث باقات ورد لأبيه ولأمه والثالثة لصاحبة هذه السطور الشاعرة نجاة الماجد لإتاحتها هذه الفرصه ودعمها للشعر والشعراء ولصحيفة الصباح الكويتية ممثلة في ملف مقامات .......وأنا بدوري أقدم التحية والشكر والتقدير لشاعرنا عبدالرحمن الحميدي الذي سعدتُ بالغوص في تجربته الشعرية وصيد الدرر من بحور شاعريته وشخصيته فكان جدير بالإحتفاء والتقدير
نجاة الماجد