
« 1 »
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: « تفكر ساعة خير من قيام ليلة»
ويقول وهب بن منبه : « ما طالت فكرة امرىء قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل»
وكذلك بشر الحافي يمد يد الحكمة التي تقول : « لوتفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه »
فمن ان الطبيعي ان يعاني رجال الفكر الاسلامي المحدثون على سبيل المثال ، كرفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. ، والجيل الإصلاحي المتأخر أو الثاني، مثل عبد الرحمن الكواكبي ورشيد رضا والى هذا الجيل في حين انهم كان اهم اسباب النهوض لهذه الامة بعد نكباتها الكثيرة ، ومتذكرا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الخليفة ابو يوسف المنصور حين امر باحراق كتب صديقه القريب ابن رشد احد اعظم فلاسفة الاسلام ومفكريهم بل واتهمه بالكفر دون ان نعفيه من الوقوع في مصيدة الوشاة !
فكيف بالشعر المناهض الذي يتحمل مسؤوليات عدة ، فمن جهة هو في دوامة البحث عن الجديد منه بما تعنيه كلمة « جديد » كمصطلح شعري ، ومن جهة اخرى فهو ايضا يريده ليكون على موائد الناس ليروا عينيه وتلامسهم رائحة الحياة حين تفوح كأنها بعثت للتو .
فكيف به وهو يحمل بين يديه الكثير من الكلمات المتفجرة لا ليقتل أحدا او ينشر الرعب والفوضى ، بل ليمنع حدوثها بشكل مستمر حين يكون صناعها من دعاة السلام ورعاته الدائمين وفي الوقت نفسه يحافظ على نسق تقليدي غير محفز ، كما ترهل كثيرا ويكون هو البوابة التي تساعده للدخول نحو الهدف ؟!
« 2 »
منذ ان استمرأ الكثير ، من الشعراء ، سادية الألم ، وروجوا لنظرية الحب الفاشلة ، ذات النهايات المريرة وأقنعوا الناس بها ، كنت منذ ذلك الوقت «البعيد جدا » ارى انهم افسدوا الأرواح حين اصلحوا الشعر !!
بعضهم قال فاستمعنا واستمتعنا ، فتسممنا :
ولولا الهوى ماذل في الأرض عاشق
ولكن عزيـز العاشقين ذليل !!
وهذا ما أعني بعضه فقط حين يكون مثالا حيا حول نشر الداء بعلب الدواء !!
لقد التقط بدر بن عبدالمحسن الحب بأصابع روحه وبطريقته ، واستطاع ان يرى برهان قلبه :
والله ، لو كل المخاليق عشاق :
ماشفت لك نفس ٍ تعذّب دقيقة !!
يا للحب ..
يا للشعر ..
يا للمساكين الذين لم يتذوقوا من النهرين الا ما أودى بهم الى ظلمة البحر وملحه ..
الحب مفاجأة تحمل وجها لا ندريه ، ولا ندري ونتدارى الا به ، ليس الحرف العالق على شفة الحزين ليمرجح الدمع بابتسامة ماكرة ، كلا ، هو اعظم من ان يكون عذابا وإن تعذب العشاق ، ذلك لأنهم لايستطيعون قراءة ماهم ذاهبون اليه ، في حين انهم كتبوا طريقتهم وطريقهم ، فكان عذابهم بسبب ماقاموا به هم وبطريقتهم ، وليس بطريقة الحب !