لم يتخيل أكثر المنتمين للقصيدة الشعبية أن تكون علامة فارقة في تشكيل وعي الشارع
ولم أتخيل أبدا أن تستشرف الزمن وتنثر أحداث الأيام إمامك, لتقرأ قبل حدوث الحدث
صفحة اليقين من روح شاعر يحييك من النور مايبدد ظلام الأيام,ويكسر رتابة الخوف المطل من نوافذ القهر .
البدراني
عبدالمعطي البدراني : حالة متقدمة من الوعي لذا سخرت قصيدته مبكرا من حكايات السياسية وبكت رغيف سلمى وعطرها وحبرها . مر من خلال الشعر مثل متسلل يركل الكرة بعيدا عن أعين الحكم الفاغر فاه يبحث عن صفارة مختبئه في جيبه وشارك المتلقي بليد الذهن بهذا المرور دون أن يحرك نظره باتجاه هذا الوهج وهي حالة تمر كل أبداع حقيقي علي امتداد وطنا العربي .
كان احد المنذرين للصحافة من جهلها واليد الممتدة للذين عبروا من بعده على الأقل من شعار المدينة النبوية . . لم يكن اختيارهم بل كان التأثير الكبير علي جغرافية نصوصهم ظاهر وممتد من أول النبض وحتى أخر الشعور .
في قصيدته جمع الأصفاد بالأيمان ، جمعنا نحن بذكرياتنا وأمالنا وأحلامنا وترك لنا الفضاء بخيارات مطلقة تعلمنا فن الانتقائية في زمن الكم .
لي ولقلوبكم ولأحباء الشعر هذا النحيل بكل ثمرة بعض من ملامح تجربتة هنا.
ملامح من تجربة البدراني
«1»
قصيد : لـ جادلِ قالوا :- مهرهها سوسنة ، وبلاد
كتبتك وإستعذت من العطش بأطهر ينابيعي
كتبتك كنّي أطلقت الجنون بغفلة الأصفاد ،
كأن آخر “ ربيط “ – فـ واقعي- يوميء لتوديعي
وفرضت أقصى الجدل ،لأدنى قناعات الزمن تنعاد
رفض والمرتشين أيام مارضيوا بتشريعي
حفظتك إرث من قال ، وفعل ،وأغوى ، وهام ، وكاد
ينسيّني دهر بدوِ مطرهم بين أصابيعي
جثا، للموت، ينظمه المديح، وما سعفه مداد
سألته: ليه ؟! وإستّل الوجع يا سيرتي ضيعي !
ورثيت من الملل حلمه ,وشعر بتوأمه ماجاد
ألا يا دمعة أتباعه لعصيان البكا طيعي !
أسلّم !! وأخرسك حريّتي ويسولف الأوغاد
يحييون أمسيات الكود وتجوعك مواضيعي
أو أحني قامة الشاعر أدّور للقصيد أسياد
وأنا اللي لا كتبت أشمخ ، أعز ، أنزف مواجيعي !
قصيد :إختار ليموتِ عظيم ،أختار لك ميلاد
عزاك إني ل ميلات الدهر ماهان تطويعي
«2»
بيني وبينك صخب ووجيه مجتمعة
وعيون ليلٍ تفتش عن قلم واعي
ماتلفتين إنتباهي كود مستمعه
لـ أوسم قصيدة تنام بلاد فـ ذراعي
ليلة تسولف خداع النار للشمعة
تشّكلت من جديد بمتحف أوجاعي
وجيه شمع لها في دفتري لمعة
أنظف من أوساخهم وأقبح من طباعي
بيني وبينك سؤالٍ مانفع قمعه
لإجابةٍ ترتحل في ذاكرة راعي
وأقسى من إني وأدت بناظري دمعة
بنت البكا للثرى والعار لإصباعي
وأقسى من إني جراب سيوف ملتمعة
أمٍ تولول ، تشق الجيب بوداعي
ياميمت يحب إنثريني وإمنحي جمعه
ليدين من ترتمي في غيهب أوضاعي
ومرت هديل السؤال الـ ماجرح سمعه
إلا أنا والسراب اللي جرح قاعي
مرت تهز النخيل لناس مجتمعه
وتهزني وآتساقط والقلم واعي
«3»
لا عنّ وأهمى ياتميم فـ بالي
الخبز زاد المستريح الحالــم
غمّست شابورة كــلامٍ حالي
وأطعـمت قرطاسٍ فـ جيبي والم
سلام يايّد الصباح الجـالي
عن موطني وهــذا صباح يآلم
يجبرك تبلع كذبته وتبالي
وتعيش، توقف صف وأنت مسالم
بريال كعكي مايجيب ريالي
وريالهم : يشري بنوك العـالم
«4»
وزر« نار» و«وزرجنه» وين اروح ؟؟
والخطايا حبلها السري رهيف
ياشبيهي ذنب ، التوبة تنوح
ما جنت عقب المخاض الا النزيف !!
يردمون الحنجره !! لامّر بوح
بالغبا !! ونخالة الشعرالسخيف !!
صاحبي :بالذاكره طوفان نوح
وبشفاهي ملح لوصبري ضعيف
قم تهجّا للوطن درب النزوح
عن بلاد تنزل الليل المخيف
قم تمرغ حلم بتراب الطموح
واغتسل من صفرة احزان الخريف
للفنا كان الجسد من د ون روح
وللحيا انشودة النبض الرجيف
لك سوالف قالها جرح يفوح
وللحقيقة الف كذاب ،وشريف !!
صاحبي لك اخر السرد اللحوح
لو تلحف صاحبك برد الرصيف
الثلاث الموجعات- أم الجروح -
عطر سلمى ، والكتابة، والرغيف
سطام مشهور