أغلب الإعلاميين لا يكاد يُسأل عن هذه المهنة حتى يقول بأن الإعلام أمانة ويجب ان يتحلى الإعلامي بالمصداقية في نقل ما يحدث بالشكل الصحيح لكي تصل المعلومة أو الخبر إلى المتلقي بالشكل الصحيح ، وأن يحمل الإعلامي ضمير حيّ يتمتع بالصدق والشفافية فيما ينقل ، وأن الإعلامي يجب أن يمثل نفسه قبل أن يمثل أي جهة إعلامية يتبع لها ، وأن يتفانى في مهنته ويقدم نفس بالشكل الجميل الذي يوازي فيه بين قناعته وبين أي ضغوط قد يتعرض لها بشكل لايشوه نفسه من خلال تبعيته ، وبكل مره نسمع بان الإعلامي يجب أن يكون صادق وشفاف وفعاّل من خلال كسبه متابعيه من خلال مصداقيته في نقل ما يدور من أحداث ، وكل مره نسمع أن المصداقية يجب أن تكون شعاره والشفافية ديدنه ، وكل مره وكل مره وكل مره يعني صرعونا بهالشعارات لكن على أرض الواقع لا نجد من هذا إلا القليل والقليل جداً للأسف .
رغم أهمية الدور والمهمة الموكلة له إلا أننا نجد الكثير من التخاذل والتلاعب بنقل الأحداث وأخشى أن يكون دور الإعلامي مرتبط بما يصل لجيبه ، وهنا تكون فعلا طامة كبرى سوف يكون لها أثر كبير حتى في قراءة التاريخ من قبل الأجيال القادمة والتي – إن استمر الحال – سوف تجد أنها تقرأ تاريخ لا يشرف أحد وتتحسر كثيراً على ماضي أجدادها الذي يشوه الكثير ممن لم يحملوا الأمانة ولم يحافظوا عليها وكتبوها بسواد لا ينفع معه أي تنقيح أو ترميم .
من المؤسف جداً أن ينحسر دور الإعلامي بفعل يده قبل أن يكون بفعل فاعل ، ومن المؤسف أكثر أن يتحول إلى ناقل ما يتم إملاؤه عليه بدون دراية لأبعاد وأخطار ما يقوم به على جميع الأصعدة ، ومن المؤسف أكثر بأنه لا يعي الدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به ولكنه يفعل عكسه تماماً مما يترتب عليه نتائج وخيمة في الوقت الحاضر وفي المستقبل ، ومن المسف أكثر أنه يسجل نفسه مزور ومتلاعب عبر تاريخ لا يرحم لأن هناك من لا ينسى ... واحترامي للإعلامي .
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa