لو كل الناس أنكروا ذكائك يا صغـيري فيكفيك أنني أؤمن به، أنت طفلي الذكي، دعهم وما يقولـون وأسمع ما أقول: أنت أذكى طفل في العالم”قولة لأم عرفت كيف تدفع صغيرها للنجاح والشهرة وأن تجعل منه المخترع العبقري الذي أنار العالم ، وسجل أكثر من 1090 براءة اختراع .. إنه العالم الشهير توماس إديسون ..رغم أنه كان أصم وطرد من المدرسة لأنه كان بليدا – حسب اعتقادهم – إلا أن هذا الطفل - البليد - الناجح استطاع أن يعلمهم ما معنى النجاح وما معنى التحدي !لن أخوض في إبراز محاسن توجه الخطاب من الأم لابنها وتأثير التشجيع والتحفيز والثقة في طفلها ؛ فهذا مجال ربما أتحدث عنه لو كان المقال تربويا .. ويكفي أن أقول على لسان الشاعر :
الأمُّ مدرســةٌ إذا أعددتـــها
أعددتَ شــعبً طيِّب الأعــراق
لكن مايهمني هو هذا الإصرار والتحدي والطموح الذي زرعته الأم في إديسون وحصد هذا المخترع ثمار تحديه ، فكان أشهر من النار على العلم ..الإصرار على بلوغ الهدف وتحدى العقبات والطموح إلى أن يحقق الإنسان أحلامه ، مهما اعترضته من صعاب وعوائق تردي طموحه جريحا ينزف يأسا وإحباطا .. لكن الإنسان الطموح لا ييأس أبدا ، وينطلق معاودا التجربة تلو والأخرى حتى يصل للهدف الذي رسمه ! ترى هل استطاعت الساحة الشعرية والأدبية أن ترسم لنا معالم وملامح الشعر والأدب ليكون ذلك الجواد الذي ينطلق من أصالته ليصل إلى قمة العطاء ورقي الحرف الذي يقدم على مائدة الثقافة الأدبية في عصر العولمة ؟!إن وسائل الإعلام سواء منها المسموعة والمرئية أو المقروءة تساهم بشكل أو بآخر في انتشار الوعي الثقافي - الشعري - بالخصوص و لا ينكر المتتبع للساحة الثقافية أن من يهتم بالعطاء للأدب تعترضه عوائق وحواجز تحول دون الانتشار الواسع لما يطرحه من أدب راقي سواء شعرا أو نثرا أو تغطية لما يجري على هذه الساحة – الشعرية – !و هناك على الطرف الآخر من ساحة الثقافة وسائل إعلامية تصل بسرعة إلى الانتشار الإعلامي بالفرقعة والبهرجة ، رغم أنها لا تهتم إلا بقشور الثقافة فتقوم بترويج شعر ونثر أصابه الزهايمر ؛ لا هو يتدفق من الأصالة العربية الشعرية ولا هو يواكب تطورا تجني ثماره الطيبة اللذيذة الأجيال القادمة ؛ لأن هذا التقديم للثقافة هلامي ، مائع ، لا لون له ولا رائحة شعرية فيه ، ورغم هذا نجدها تتصدر ساحة الإعلام الثقافي وتتربع على عرشه ..!ونظرا لأن المنافسة شديدة وحامية الوطيس بين بعض هذه الوسائل الإعلامية ، فإن التي تثبت على مبادئها وتقدم شعرا ونثرا يغذي الفكر والروح ، كما شجرة طيبة أصلها في أصالتها وفرعها في مواكبة التطور الذي يخدم الشعر والأدب العربي .. ليكون حقا ذلك الجواد الأصيل الذي يتحدى الصعاب ليصل إلى غايته ، هذه الوسائل الإعلامية الثابتة على مبادئها والطامحة إلى رقي يخدم الإنسان العربي ستصل يوما ما لتتربع على عرش الساحة الثقافية والشعرية .. وإن غدا لناظره قريب .. ! إلى كل من يسعى لخدمة الأدب والشعر.. الصبر الصبر لبلوغ الهدف ، فلا يضرنكم من وصل بسرعة الصاروخ ، ستنفذ طاقته قريبا ؛ لأنها طاقة مفتعلة وعديمة الجودة ، كما البضاعة الصينية ، للاستعمال الفوري وبعدها إلى القمامة و البقاء للأقوى والثابت على مبادئه الأصيلة .. تحية كل من يرسم معالم الشعر الأصيل في سماء الساحة الثقافية !
فجر عبدالله
alrehaily_maher@