يبدو أنه زمن الأبيات القصيرة واختزال الشعر في 140 حرفا فقط المتاحة في الـ “ عمّ “ تويتر هدا المنبر الشعري والإعلامي والانساني والشعبي الأول في هذا العالم .ويبدو ايضا ان زمن القصيدة بدأ يتلاشى شيئا فشيئا ويبدو أكثر أن التغريد في “ تويتر “ من خلال 140 حرف أصبح يؤتي أوكله لدى الشعراء والشاعرات ويعطي زخما و توهجا حضوريا أكثر بكثيرمن القصيدة الكاملة حين تنشر في صحيفة ما ! رغم أن في السابق
كان الشعراء والشاعرات “ يعتبون “ على محرري المجلات والصحف حين تنشر قصائدهم في “نصف “ صفحة ..!!ويبدو أن الشعر لدى الشعراء والشاعرات أصبح مرتبط بالنفس القصير فما عدنا نجد ذلك الزخم في الأنتاج الشعري كما كان سابقا ! وهذا من وجهة نظري مؤشر سلبي جدا , حرص الشعراء والشاعرات التواجد من خلال تويتر ابعدهم عن كتابة القصيدة واكتفوا في بيتين او ثلاثه كل فترة و قد يعتاد الشعراءوالشاعرات على هذا ويفقدهم الكثير كما ان هذا التوجه لا يمكن أن يصنع تجارب شعرية جديدة !فنحن عندما نريد ان نحكم على تجربة شاعر او شاعرة فنحن نحكم عليه من خلال قصائده ولا نحكم عليه من خلال بيتان او ثلاثة لأن
الحكم سيكون ناقصا وغير مكتمل فربما نعطيه اكبر من قيمته الحقيقية وربما نظلمه ونعطيه قيمة شعرية أقل مما يستحق .قبل تويتر كان يتنافس الشعراء والشاعرات على كتابة القصيدة الطويلة ليثبت كل منهم للأخر أنه صاحب أطول نفس لانها تؤكد على مدى شاعريتهم وأنه الأقدر والأميز والأكثر شاعرية ليتباهى بها في الساحة الشعرية
والاعلامية اما بعد تويتر اصبحنا نجدهم يتنافسون على من يختزل فكرته وشاعريته في بيتان !!أنا أؤمن ان الشعر شطر لكن لو آمن كل شاعر وآمنت كل شاعرة بما أقول لما وجدنا قصائد ولا ملحمات وربما تلاشى الشعر كله .. !!ويبدو أكثر أن قضايا الشعر أصبحت هامشية لا قيمة لها امام قضايا الكرة فنشغل الشعراء في التغزل في “ قدم “ ميسي ! والتنافس بين ريال مدريد وبرشلونه واصبحوا يزاحمون الإعلام الرياضي !!فما عدنا نرى ونقرأ في تويتر اطروحات نقدية ولا قضايا ولا قراءات شعرية حتى أصاب الساحة الشعرية “ الركود “ !الشعر روح يحتاج ارواح تعانقه لا أن تخنقه و الشعر قيمة يحتاج من يقدّرقيمته لا أن يقلل من قيمته والشعر وفيّ يحتاج أصحاب أوفياء والشعر فضاء أكبر بكثير من أن نختزله في تويتر .
ريم علي
@reeem_ali
reem729@hotmail.com