الشعر غناء .. وكم من القصائد التي تغنت بها أجمل الحناجر وكانت علامة فارقة في الغناء.الشعر .. دائما بطبعه مصدر قوة وتأثير وإنطلاقة ولو تخيلناه كائن حي فلن يكون الا شخصا قياديا يفرض وجوده وحضوره دون أن يعتمد على مؤثرات مساعدة !الشاهد من ذلك : أن القصيدة هي أساس الأغنية ولا يمكن للأغنية أن تكون رائعة الا بقصيدة رائعة بدليل أن تاريخ الأغنية شاهد على ذلك فكم قصيدة ذات قيمة شعرية وأدبية عالية و”غارقة “ في المحلية كانت الأضاءة الأولى والحقيقية في أنتشار الأغنية ولا ننسى القصائد النجدية التي تغنى بها محمد عبده وكذلك ينطبق الأمر على القصيدة الفصيحة ولا ننسى القصائد التي تغنت بها أم كلثوم .
القصيدة كانت القوة الحقيقية التي صنعت تاريخ الأغنية ومجدها فلولا جودة القصيدة وتميزها لما جاد الملحنون في صياغة الألحان وتجلى الفنانون في الغناء اما في وقتنا الحاضر فلم تعد القصيدة ذات أهمية كما كانت سابقا لدى صناع الأغنية , هي أساس نعم لكن أصبح هناك عوامل أهم وأصبح أختيار كلمات الأغنية ذو طابع مختلف يعتمد على “ الأفيهات “ وتكون سهله بسيطة لا تحتوي على كثافة شعرية !فأصبحنا نسمع أغنيات “ غريبة عجيبة “ ومصطلحات أغرب وأعجب بأسم الشعر .. وهي ابعد من أن تكون ذلك !ضعف القصيدة وابتعاد صناع الأغنية عن القصيدة “ الحقيقية “ المتميزة معنى ومبنى وحتى ولو كانت قصيدة مميزة لكن بأسلوب السهل الممتنع هي من أسهمت في انحدار الأغنية العربية والخليجية !
كلما كانت القصيدة المغناة قوية ومؤثرة ومميزة كلما كانت الأغنية أكثر قوة وأكثر تأثير وأكثر تميز.حتى نعيد مجد الأغنية الخليجية تحديدا عبر أغنيات خالدة على صناع الأغنية أن يعودوا الى الشعر، الشعر الغناء الذي نطرب له ونحن نقرأه قبل أن تصاحبه الألحان .. الشعر الذي يعكس قيمة و يرتقي بالذائقة .. حتى تكون الأغنية الى مستواها الحقيقي يجب أن تعود الى الشعر والشعر فقط .
ريم علي
@reeem_ali
reem729@hotmail.com