لفتت انتباهي تغريدة لنواف التركي على حسابه في تويتر نصها “ يقع الشاعر بخطأ عندما يعتقد أنّ الصورة الشعرية لا تخضع لمسألة العقيدة ومثال هذا شطر لنايف صقر ؛ « الريح تستأذنك يالطيب الغالي » “ و على هامش قيمة الفكرة الأصيلة لصاحب التغريدة ؛ فبين القائل « نواف » و المستشهد بقوله « نايف » أجد أن الأسماء بحد ذاتها فكرة ، فالاسمان اشتقاق من الفعل « نافَ » والاشتقاق الأبسط هو اسم الفاعل نائف ، ولتزيد البساطة قلبت الهمزة باللفظ الفصيح إلى ياء لتتناسب والنطق الشعبي لذلك أجد أن « نايف » في تصنيف اللغة يعبر عنه الوصف [ بسيط وشعبي ] ، أما الاشتقاق الأعمق يتمثّل برفع مستوى الحدث بالفعل لأعلى مستوياته باعتماد صيغة المبالغة لنجد أنّ اسم “ نوّاف “ مشتق من الفعل الثلاثي ناف على وزن فعّال للدلالة على زيادة الصفة برفع الحدث لأعلى مستويات معانيه و أعمقها ، ومن هذا فاسم « نوّاف » في حديث اللغة يعبّر عنه الوصف [ أعلى و أعمق ] ؛ وإن فكرتم معي بالمبدأ القائل “ له من اسمه نصيب “ و اعتمدتوه كأرضية تفكير لجزمت أنكم ستلخصون القضية بين الاسمين بما مضمونه : “ نايف : بسيط وشعبي ، و نوّاف : أعلى وأعمق “ !
و إن رغبتم في تأصيل الفكرة فانظروا في التغريدة الواردة في بداية المقال وستكتشفون فرق الفكر خلف الشعر فنايف يفكر بالصورة الشعرية ببُعد واحد مما يجعله عرضة للخطأ بكل مستوياته لأنه كشاعر يركز على فلاش الصورة وبهرجتها الشكلية ولا يتجاوز ذلك في تفكيره لتكون البساطة هي نصيبه من اسمه ، بينما نوّاف يعتمد كلّ أبعاد الصورة قبل أن تتشكل فتجده يعرض الصورة على القيمة الشرعية و القيمة الاجتماعية و .. و .. ؛ ليخرجها في النهاية سليمة الشكل والمضمون ؛ ليستحق من اسمه العمق !! ونعم أتفق مع نواف التركي وأبسطها لنايف بقولي : القضية ليست مجرد شعر بل القضية في تجريد الشعر من كل شائبة قد تلقي بالإنسان سبعين خريفًا بالنار ..!
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com