احتضن بهو فندق المنصور غراند - مساء يوم الخميس - أول ملتقى ثقافي في محافظة حفرالباطن، بحضور نخبة من الشباب المثقف والإعلاميين والشعراء والكتاب والمؤلفين، وذلك بمبادرة شخصية من الكاتب والقاص فهد الزغيبي الذي أعلن عن استمرار إقامة الملتقى بشكل نصف شهري، وكان ضيف الملتقى الكاتب فواز بن عبدالله لمناقشته في تصريحه لصحيفة الشرق تحت عنوان” المثقفون الوهميون يشوهون الوجه الثقافي في حفرالباطن” وفتح الكاتب في صحيفة «الصباح» الكويتية النار على الذين يصنفون أنفسهم بالمثقفين في المحافظة، مشيراً إلى أن مجتمع حفر الباطن كانت أمامه فرصة الاستفادة من الثقافات الغنية المحيطة، خاصة العراقية والكويتية، بحكم القرب الجغرافي، والتركيبة السكانية المماثلة، لكنه لم يفرز سوى مجموعة من الممارسات القبلية التي لا ترتقي إلى مسمى الثقافة والأدب، رافضاً أن يكون هناك مثقف حقيقي في هذه المحافظة، رغم وجود بعض التجارب الفردية الجيدة، مشيراً إلى أن التجربة العامة تدل على غياب مثقف الموقف غير المتنفع، رغم محاولة بعضهم إلباسها ثوباً فضفاضاً، ونعتها بالحراك الثقافي الذي هو غير موجود في الأساس. وأشار فواز خلال حديثه للزميلة جريدة الشرق «الشرق» قائلاً: « ثقافة حفر الباطن هي الوجه المشوه لثقافات عدة، وكان يفترض أن تكون أفضل حالاً مما هي عليه الآن، أما غير ذلك فيجب على من ينعتون أنفسهم بالمثقفين أن يضعوا معايير التصنيف بحقيقتها، ويسعوا لتآلف قلوبهم حتى يجمعهم سقف واحد، فالتفرق الذي هم عليه الآن يفقدهم وجود الأدبيات التي متى ما غابت فإن التشكل الثقافي لا يمكنه الظهور».
وعن الصالونات الأدبية المعروفة في المحافظة، قال «هي عبارة عن ملتقيات إنسانية واجتماعية لدرجة أن القضايا التي تطرح في هذه اللقاءات ممكن أن تطرح في أي جلسات أخرى بذات المعايير واللغة، وهي غير منظمة، ولا تؤدي إلى نتيجة، وتطرح المشكلة ولا تصل بها إلى حل، هي طبيعة إنسانية أكثر من كونها حراكاً ثقافياً أو فكرياً»، مضيفاً «ما يحدث هي تجارب حياتية مكتسبة من تداخل عادات وتقاليد القبيلة لا أكثر» ، وعن الحراك الشبابي والتأليف، قال «تلك تجارب فردية، لكن الجميع فشل في تقديم مشروع يمكن تقديمه كشاهد على المرحلة، والمثقف الذي لا يؤسس لتوجه فكري معين في مجتمعه ليس بمثقف، فالذين أخذهم الحماس من أهالي المحافظة يحتاجون إلى منح المصطلحات قيمتها الحقيقية، فعندما نطلق مصطلح المثقف نطلقه بشكل اعتباطي جداً، حيث يمنح اللقب لمن لا يستحقه، فتنطلي الخدعة عليه، وعلى الجميع، والمثقفون بحفر الباطن يحتاجون إلى أصول ثقافية حقيقية قبل أن يفكروا بماذا يريدون من الشأن العام، فالتثقيف ليس مجرد لغة، أو شعارات، وإنما هو موقف وهدف محدد، والثقافة مستواها لا يظهر في القدرة على التعبير والاستعراض، وإنما بالمواقف الحقيقية والأهداف والأدبيات». واتهم فواز بن عبدالله المثقف السعودي بتوجهه نحو (ثقافة البلاط) بسبب تأثره بممارسات بعض الشعراء الشعبيين في هذا المجال.
وقال «لم يعد لدينا مثقفون حقيقيون، فالمثقف بدلاً من أن ينأى بنفسه عن «البلاط» ويكدح لتمثيل هم الشارع والمواطن بات يقوم بذات الدور الذي يقوم به الشاعر الشعبي البسيط، وبالتالي فإن المعادلة أصبحت مقلوبة، وتلاشى الدور الحقيقي الذي يمكن أن يلعبه المثقف، خاصة في هذا الوقت، وأصبح المثقفون مجرد أيقونات إعلامية لا يملكون المواقف الثابتة، وضاع المثقف بين تمثيل الشعب وبين الهرولة خلف السلطة، حتى فقد ثقة الناس فيه، ولم يحصل على ثقة السلطة» .
وبدأت هذه الأمسية الثقافية بالترحيب بالحضور من صاحب المبادرة وشرح آلية للضيوف . بعدها أدار الحوار طلال أبا جريد الذي قرأ على الحضور تصريح الكاتب فواز بن عبدالله لصحيفة الشرق ، وبعدها وضح الزميل فواز بن عبد الله وجهة نظره حول هذا التصريح مبرراً ماقاله على حسب رؤيته ومن ثم دار الحوار والنقاش بمداخلات بين الحضور والضيف وأختلفت الأراء والطروحات بين مؤيد ورافض لمحتوى التصريح وعلل البعض غياب المثقفين ودورهم الإيجابي بسبب مقص الرقيب بينما علق البعض على غياب الجامعة عن حفر الباطن بينما أنتقد البعض استخدام فلسفه قتلت الملتقى وجعلت اللغة غير مفهومة , وتحدث البعض عن غياب النادي الأدبي الذي يتبنى احتواء المثقفين ويسهم في دفع المجتمع إلى الأمام .
وقد حضر الملتقى الثقافي الأول كل من نواف التركي - فهيد العديم - أيوب الحسن - نافع التيمان - علي المعدي - سند الحشار- محمد الخشيبان - محمد الفيصل - حمّاد الحربي - دغش السهلي - نايف الشريهي - خالد الأشرم - سعود الذراعي - محمد الهاملي - محمد العدواني - فواز العذم - عايد العذم - سعد زبن الخلاوي - عودة الدبسا - غريّب التيمان - موسى الفرحان - وفواز الأسلمي - وسلمان الشمري - عادل الشمري - طلال أبا جريد - المنظم فهد الزغيبي - الضيف فواز بن عبدالله
وسيكون مدير صحيفة الشرق الكاتب والصحفي حماد الحربي ضيف الملتقى الثاني الخميس بعد المقبل للحديث عن تجربته الإعلامية.