قبل فترة ليست بعيدة طرأت على بالي فكرة النبش في صناديق وخزائن الذكريات لدى الأصدقاء والصديقات ممن تربطني بهم روابط الشعر والأدب والصحافة من خلال تساؤل وضعته على صفحتي في الفيس بوك عن أبرز الأشياء التي لازالوا يحتفظون بها منذ أعوام ولم ولن يفرطوا فيها مهما انتهت صلاحيتها واختفى بريقها ,, وعبر السطور القادمة سأتركك عزيزي القارئ تتعرف على شيء من تلك الذكريات التي خلصتُ إليها من ذلك التساؤل أستهلها أولاً بذكريات الكاتبة الإماراتية موزة عوض التي كانت ألبومات الصور الخاصة بأبنائها وزميلات الدراسة هي أبرز ماتحتفظ به منذ زمن هذا إلى جانب كتيب صغير مضى عليه أكثر من 20 سنة يتضمن شي من خواطرها ومن الأغاني القديمة والشعر .
أما بالنسبة للشاعر القطري خالد الفارس فقد ذكر أن أقدم شي لازال يحتفظ به حتى الآن هي سيارة من نوع مرسيدس كوبيه موديل 58 وقد وثق الشاعر صور لهذه السيارة وغيرها من السيارات القديمة التي يحتفظ بها عبر صفحته بالفيس بوك .
وكان من ضمن المشاركين في الإستطلاع كذلك سعادة الأستاذ أنور ال خليل رئيس نادي أبها الأدبي سابقاً والذي ذكر بأنه يحتفظ بأشياء كثيرة من الماضي غير أن أقربها إلى نفسه هي صورة لوالده يرحمه الله من تصوير الرحالة البريطاني جون فيلبي كذلك يحتفظ بمكحلة لوالدته يرحمها الله وديوان شعر أهداه إياه خاله عندما كان في المرحلة الابتدائية.
كذلك شاركنا الأديب والكاتب السعودي محمد على قدس بشي من ذكرياته ومحفوظاته والتي كان أبرزها وأعزها على قلبه قلمه الباركر الحبر والذي يحتفظ به منذ المرحلة الإبتدائية وحتى الآن والذي شهد محاولاته الكتابية الأولى في عوالم الصحافة والنشر .
أما الشاعرة الفلسطينية همسة يونس فلديها هواية الإحتفاظ بالذكريات بطريقة خرافية على حد قولها فهي تحتفظ بكل شهاداتها المدرسية وكل مفكراتها التي كتبت لها فيها صديقات الدراسة منذ المرحلة الابتدائية وهداياهن لها كما أنها تحتفظ بكل ورقة شهدت المحاولات الأولى في الكتابة والرسم لأطفالها ولكونها شاعرة ومرهفة الإحساس فهي تحتفظ بكل شي مهما كان بسيطاً لكنه يمثل ذكرى .
أما الشاعرة السعودية سارا الصافي فهي تحتفظ بساعة يد وخاتم كان في يد والدها قبل أن يتوفاه الله وله أكثر من 13سنة ثم لما توفت والدتها كذلك احتفظت بنظارتها وقد وضعت هذه المتعلقات في صندوق لتعود إليها من وقت لآخر .
أما بالنسبة للصحفي بجريدة البيان الإماراتية ناصر الدين السعدي فقد ذكر بأنه لازال يحتفظ بسكرية من خزف موجودة بمنزلهم منذ 109 سنوات وربما أكثر أحضرتها جدته وهي ابنة باش آغا لما تزوجت بجده الذي كان يشغل منصب قاضي تحقيق كما أنه يحتفظ أيضاً بصحن بيضاوي الشكل أحضره والده من فرنسا عام 1954 مع طقم طعام غير أن الطقم قد تلف خلال فترة قصف طائرات الاحتلال الفرنسي لبيتهم عام 1956م ولم يبق منه غير هذا الصحن .. كما أنه يحتفظ بساعة جيب كان يملكها جده منذ الأربعينات من القرن الماضي .
أما المسؤول الإعلامي والصحفي بجريدة البرقية التونسية جمال الموسوي فقد ذكر أنه يحتفظ منذ عام 1977 أيام دراسته في المرحلةالمتوسطة وإلى الآن برسائل وصور كانت بينه وبين لاعبين عرب أمثال أحمد صويد من ليبيا وجاسم يعقوب وحمد بوحمد من الكويت وضرغام الحيدري من العراق .
أما الشاعر عبدالله الشريف فلازال يحتفظ بنسخ من كتاب البخاري وكتاب الظلال لسيد قطب تلك الكتب كانت لوالده في مرحلة شبابه إلى جانب شي من قصائد والده أبرزها قصيدة كان فيها يتغزل بأمه خلال فترة العقد إلى جانب قصيدة أخرى عن شاعرنا كتبها أباه فيه عند ولادته .
ختاماً كان لي تعليق أنا أيضا عن أبرز ما أحتفظ به من ذكريات الزمن الجميل وفي ذات الوقت رداً على تساؤل البعض ممن وجهوا لي ذات السؤال فكان الجواب بأنني لازلت أحتفظ بدبدوب رمادي اللون له أكثر من 22سنة أهداني إياه والدي الحبيب يرحمه الله أثناء عمله في العسكرية كما أحتفظ أيضاً بعدد من أشرطة التسجيلات لأناشيد أطفال وفوازير قديمة كذلك أحتفظ بمجموعة من العملات المعدنية الدولية القديمة تخص خال أمي يرحمه الله إلى جانب بعض أغراض والدي الحبيب يرحمه الله كالكوب الذي كان يشرب فيه وساعته وعدد من صور الطفولة ببرائتها وشقاوتها .
نجاة الماجد