« الشعر ديوان العرب » والديوان في اللغة هو ؛ مجمع الصحف ، ويقصد بهذه العبارة بالتحديد ؛ أنه جامع أخبارهم وأنسابهم وأيامهم ومنازلهم وعاداتهم وقيمهم وتقاليدهم ليحفظها لهم ما بقي الشعر . ومن يفهم هذا جيّدًا يجد أنّ الشعر هذا الزمن لا يمكن بأي حال من الأحوال إدخاله في مفهوم الديوان !! فبغض النظر عن الحفظ ، فالشعر دخل في مستوى الهدم !! ولكم في كم الأبيات التي نجد صداها في ذوائق المتلقين وتتطرق للموعد واللبس و الزمان و المكان ؛ ولا أظن هذه التفاصيل تتواكب في سياق واحد وهي تؤسس لقيمة أخلاقية إيجابية !! و لا أدعي هنا البراءة من هذا التوجه ؛ لكنّي ومنذ فترة بدأت أستشعر المسؤولية على عديد المستويات ، وقد يكون استشعاري هذا من باب أقدمية - ولا تقارونها بأقدمية «آل الرويس » في الساحة الشعرية الشعبية للتمثيل لا الحصر ..!
المهم ؛ ولأنّ المسؤولية بالأقدمية تحتم علينا كممثلين للواجهة ؛ أن نترفع عن الشبهة حتى نساهم في تأسيس نهج يحفظ للقيمة الإخلاقية مكانتها ؛ فمهما قلنا فهناك تقليد أعمى للسابقين في نهج اللاحقين ..! فعندما يقول أحدهم وله الأسبقية الزمنية :
« قالت وش اللي تكرهه ؟ قلت خوفك
من طاري الموعد وأنا مابي أزعجك
قالت وش ألبس لك إذا جيت أشوفك ؟
قلت الشتاء بارد ولاودّي أحرجك ! »
فحتمًا هو يشير إشارة لا تحتاج إلى عقل مفكر ليجزم أنها لا تمت للأخلاق بصلة ..! فإن كان صاحب هذا القول أيقونة إعلامية فحتمًا سيرتفع إلى مستوى من التمثيل - بأحقية أو بغير أحقية - لنجد تلقائيًا أن هناك من يتبع نهجه الشعري ..! هذا التفكير دفعني لأن أغرد في حسابي بتويتر حول هذا المفهوم التغريدات التالية :
1- عرّف بوفون الأسلوب بأنه « الشخصية « ولا أستطيع عزل الشعر عن شخص صاحبه ؛ تربيته أخلاقه و .. و هكذا ..!
2 - إن كان للشعر تأثيره في المجتمع فإني أطالب بمحاكمة كل شاعر « ابن .... « يؤسس للرذيلة ، ويدعو للفسق والفجور بأبياته ..! « لذلك حتى لا يتحول الشعر من ديوان إلى «غرفة نوم خافتة الإضاءة » فعلينا أن نحرص على اعتبار القيم الإخلاقية خط أحمر لا يمكن تجاوزه !!
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com