نكتة التلفزيون والفيديو التي كنت قد تحدثت عنها في فترة سابقة ، فترة بعيدة من الآن ، وكل ما قلته حينها لم يكن هو بداية الموضوع ولن يكون نهايته على ما يبدو ، وعلى الرغم بأنني لم أتحدث بشكل واضح عن غباء ذلك الرجل الذي كان بطل للنكتة إلا أن الكثير مما تابع بداية الحديث ومن أكمل قراءة المقال وخلال الكثير من الردود التي وصلتني والتي اتفق أصحابها على غبائه ولست وحدي من أطلق عليه هذه الصفة ، أذكر عندما تحدثت مع بعض الأصدقاء عن هذه القصة أو بالتحديد فكرة النكتة وإمكانية مقارنتها بالكثير من الأحداث كنت أقرأ علامات التأييد عند الكثير منهم رغم أنها ربما كانت تمسنا دون أن نشعر أو ربما كانت مساحات التخصيص ضيقة جداً لدرجة أننا نتخيل أن هناك يوماً يجعلنا نبيع التلفزيون لكي نشتري الفيديو لذلك نكون حذرين حتى في إطلاق الصفات لكنها في النهاية صفة حقيقية لا يمكن إنكارها .
لم يكن ما سبق مقدمة لكنه تعريف واضح على واقع نعيشه وإن رفضناه في أنفسنا لكنه بالفعل حدث ويحدث ، ولو قمنا بمقارنة النكتة وما يمسى الربيع العربي سوف نجد أن الكثير مما تنطبق عليه النكتة بجداره حيث خسر الكثير مما يملك من أجل شيء لا قيمة له بفقدان أشياء أساسية وضرورية في حياتنا اليومية ، وبالطبع لست هنا لكي أعددها لأني لازلت أؤمن بأن هناك من يفضل الاحتفاظ بتلفزيونه القديم على حساب أي شيء آخر تحت أي تسمية ممكن أن يطلقه البعض ، إن كانت خوف أو استقرار أو خوفاً من المجهول كل هذا لا يهم ، المهم أن لا تتحول ساحاتنا إلى سرادق عزاء وأن لا تتحول ملابسنا إلى اللون الأسود وان لا تمتلئ جدران منازلنا بصور من نفقد حيث لا تبقى لدينا غيرها ذكرى للأشياء الثمينة التي نخسرها والتي لا تعود أبداً ، يجب علينا أن نحافظ على ما نملك ومن ثم نسعى ونفكر بالحصول على شيء آخر بشرط أن يكون شيئاً مقابل شيء ، لأننا نعيش على ما نملك ولا نراهن على أشياء أثبتت أنها بلا قيمة والأمثلة كثيرة حولنا ، يجب علينا أن نخسر عيوننا من أجل اقتناء نظارة جديدة ، يجب علينا أن نقطع الشجرة التي تظلنا ونأكل من ثمارها – وإن كان ثمرها متفاوت - لكي نزرع من جديد وننتظر مجهولاً لانعرف كيف سيكون ، يجب علينا أن نحافظ على تلفزيوناتنا بقدر الإمكان .
لم يكن الحديث في السياسة أليس كذلك ؟
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa