ما زلتُ أذكر ذاك الفتى الذي ومن أول مشاركة له في المنتدى دفعني لأن أُرْسِلَ له عبر النافذ الخاص رسالة كان مضمونها دعم نفسي أكثر منه فكري لصاحب خطوةٍ أولى في عالمٍ يفتقد لكثير من قيم الشركاء! ، ويبدو أنّي بتلك الرسالة كنتُ أعوضُ نقصًا وجدته حين دخولي الأول لهذا العالم الذي أنا مجبرٌ على التركيز على نُدَّرِ إيجابياته حتى لا أحوّل السياق إلى شتيمةٍ تبدأ ولا تتوقف! المهم ، ذاك الفتى أصبحَ رجلًا الآن لا يشق له غبار بقدرة فكرية هائلة ، و حراكٍ نحو الجهة الصحيحة برفقة رائعين في محيط ٍآمن جدًّا ، وما كان هذا الأمان إلا لأن من فيه غير فارغين من الداخل ، فواحدهم وكلهم يفهم أنّ الآخر مكملٌ له بشراكة ناتجها تسليط الضوء على مكمن الجمال !! وهذا ما أفتقده في بيئتي وأنا بين فئة شعبيةٍ جدًا ..! الفكرة السائدة فيها أن الضوء لابد أن يسلط على الواحد دون الكل حتى لو كان ذلك بالمحاربة و .. و .. ! ولا يخطر على بالي إلا النواقص ولست بحاجةٍ لسردها ..! فهنيئًا لفيصل وشركائه جماعة “ الإزميل “ ، وهنيئًا لي أني ما زلت أتنفَّس عبر هذا النافذ في تلك الساحة الشعبية !! وحتى لا يتشوه الشعور هنا ، فسأحكي لكم آخر ما تناقشتُ به مع فيصل عندما أستعرض لي بعض دواوين الشعراء الذين يكتبون بمقاربة بين الشعر والنثر ، وقد قرأتُ فيها مقطوعاتٍ متفرقة لأجدني أحدثه من منطلقي وأنا متشدد في الأسس : بأنَّ هذا الذي قرأته لا أستطيع التعامل معه على أنه شعر !! فإن توفرت به بعض عناصر القصيدة إلا أنّ هناك أساسًا أو أساسين يربكني غيابهما كثيرًا ..! وأذكرُ أنّي قلتُ له : ما أخل بأساسيات “الشعر” لا يمكن أن نعتبره شعرًا بقدر ما هو نثر إيقاعي كرتم الاستهلال في الخطب الدينية ، ففنون الأدب شعرًا و نثرًا لها أساسيات لا نستطيع الإخلال بها وننسب النتاج للأدب !! أما المرونة فهي متاحةٌ بالفنيات فقط كمقدمة الأطلال في قصائد الشعر الجاهلي ، وتجاهلها في اللاحق ، وما دامت القصيدة ؛ «وزن وقافية» وموضوع ، ولغة ، وبناء وصور شعرية .. فإنّ هذه الأُسس مرتبة بحسب الأهمية ؛ وهي مبررات تصنيف النص الأدبي كقصيدة شعرية . انتهى هنا حديثي عن «شعر النقر » ، والذي لا يمكن أن ينتهي حبي لذلك الفتى ، وإن أصبحنا في ساحتين لا تشبه إحداهما الأخرى ..!
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com