رهام تلك الفتاة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الأثني عشر عاماُ والتي وقعت للأسف ضحية خطأ طبي أو بمعنى أصح « إهمال طبي فادح» يتمثل في نقل دم ملوث بفيروس مرض نقص المناعة المكتسب “الايدز” أجارنا الله وإياكم منه ,هذه الفتاة السعودية التي أصبحت بين ليلة وضحاها حديث المجتمع وقنوات الإعلام بشتى وسائله وبما أن الشعراء هم فئة من فئات المجتمع غير أن الله ميزهم برهافة الإحساس والقدرة على التعبير بأسلوب شاعري مُتقن لذا فقد تفاعل عدد من الشعراء مع القضية بقصائد تنم عن المشاركة الوجدانية لأسرة الطفلة رهام حكمي في مصابها وفي ذات الوقت تلقي بسهام اللوم والنقريع على وزارة الصحة ومسؤوليها ممن افتقدوا الإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية وحتى لا أسهب أكثر في تفاصيل القصائد أترككم مع الأنموذج الأول وهي قصيدة للشاعر حمد الحكمي من جازان حيث يقول في قصيدة له تحت عنوان « رهام» اخترتُ لكم منها الأبيات التالية :
ماذا أسطر والمصاب عظيم
ولمن يكون القدْح والتجريم
ماذا أسطر يارهام وقد ذوى
غصن الحياة , وما هناك نسيم
أأعيد للأغصان حقلا أخضرا
أم قد ذوى غصن وجف كروم ؟
الجرح أكبر من قصيدة شاعرٍ
أدواته الكلمات والترقيم
قتلوك يا نبض الفؤاد وغادروا
والقاتلان الطب والتعتيم
,,,,,,,,,,,
وهذه قصيدة أخرى لشاعر آخر من ذات المنطقة التي تنتمي إليها الطفلة رهام إنه الشاعر مكي حداد من جازان الذي لفت في بداية القصيدة إلى أن قضية رهام استكمال لمسلسل الإهمال الذي طال أطفالاً غيرها من قبل مثل عمر وسوسن وعصام. وتوعد المتسبب في نقل الدم الملوث لها بالعقاب في الدنيا والآخرة حيث يقول الشاعر مكي في قصيدة له تحت عنوان « رهام واغتيال الأحلام» :
أسرووكِ أم قتلوووكِ كيفَ رهاامُ؟
يا قصةً تندّى لها الأيامُ
هم أهملوكِ وقبل ذلك أهملوا
عمراً وسوسنَ بل أُعيقَ عصامُ
وأدوا حياتكِ أينَ كانَ ضميرُهم؟
فاغتيلت الأعمار والأحلامُ
...
أما الشاعر أحمد الزيداني من النماص فقد نظم قصيدة على لسان والد رهام وهو يبكي ابنته حيث يقول الشاعر الزيداني في ذلك :
قتلوا رهام ولفقوا الأعذارا
وتآمروا واستكبروا استكبارا
ذبحوا الأمانة غيلةً وقد ارتدوا
ثوب البراءة زينة وشعارا
أ رهامُ يا شمس الفؤاد ومهجتي
جازان تبكي والأنام حيارى
آهٍ لثنتي عشرة يغتالها = خطأٌ وأشعل في الجوانح نارا
ماذا أقول لأمها الولهى وقد
طال النحيب وهتّك الأستارا
ماذا أقول إذا رهام تساءلت
بابا ، مللت الأهل والزوّارا
لم يقتلوك بنيتي لكنهم
قتلوا أباك وأعدموه نهارا
...
أما الشاعر سعد الشقحاء فقد عبر عن إستيائه من الهدية التي قدمها الوزير للطفلة « ايباد»
ما ينسينا الخـــطاء كثر الهدايا
والخطاء مهـــــوب سبته اجتهاد
صـــورة عــيت تحســنها المرايا
وذي نتائج مــــا يخلــفه الفساد
يا هــل الـــذمة نبي جـد النوايا
البلد وأهـل البــلد مـــا هـم مزاد
ما نـــبي للمـــشكلة تبــقى بقايا
لمتــى وعـلاجــنا ذر الرمــاد
ويا وزير رهام ما تبغى الهدايا
تبغى الصحة مـن الصحة تعاد
هذا كان غيض من فيض مما جادت به قرائح الشعراء إزاء قضية رهام والتي نسأل الله تعالى أن يمن عليها بالشفاء العاجل وأن ينتقم من كل مسؤول لايراعي الله في الأمانة الملقاة على عاتقه « وحسبنا الله ونعم الوكيل»
نجاة الماجد