مرةً أخرى أفكر في واقع حياتي و أجد أن توجهي في الساحة الشعبية ككاتب قد لا يؤتي ثماره بعد متابعة من سبقني بهذا المضمار و بقي حالهم كما كان لأن كل متبنيّ المبادئ سمتهم البارزة البقاء على حالهم لأن المبادئ و كسابق عهدها و بكل بساطة : “ ما توكل عيش “ ..! هذا إن استمر الكاتب بالكتابة ولم يصدر بحقه قرار توقيف إجباري و منع نهائي عن الكتابة في وسائل الإعلام المقروءة ..! لذلك فكرت أن “ أقدم نفسي كعميل للعدو الصهيوني “ و قد يثير هذا التوجّه كل هرمونات الاشمئزاز عند القارئ ..! لكن قبل أن تشمئزوا للدرجة التي تحثوا الخُطى هروباً من هذه الزاوية دعوني أوضّح دوافعي لهذا الطلب الغريب و انطلق في توضيحي من موروث شعبي معتمداً على ركيزتين هما : * اليد التي لا تستطيعها صافحها .. و .. * إن كانت حاجتك عن الكـلـ.. قلّه : يا سيدي .. !و للحديث عن الركيزة الأولى “ اليد التي لا تستطيعها صافحها “ يجب أن نتحدث عن العِداء بعقلانية بعيداً عن العاطفة العربية بوضع العِداء على كفتي ميزان القوّة لأن العداوة علاقة إنسانية و إن كانت تنافرية .. و حتى تحقق العداوة يجب أن نحقق التوازن بالقوة و كلنا يعلم أن ميزان القوّة يميل و كثيراً للعدو الصهيوني فهنا ينتفي العِداء، و يد الصهويني لا نستطيعها جميعاً فاسمحوا لي بمصافحتها تحت ذريعة “ اليد التي ما تقواها صافحها “ ..!و للحديث عن الركيزة الثانية من الطبيعي إن يكون للإنسان حاجات ضرورية وكمالية وكلّما زادت ثروة المجتمع زادت متطلبات الحياة و كفرد خليجي من الطبيعي أن أكون فرداً استهلاكياً يلهث خلف كماليات الحياة قبل ضرورياتها و ليس من المعقول أن تكون الثروات حكراً على فئة محددة و أنا و غيري نتصبّر بقولنا : « شوف عينك حظ غيرك » فكلنا نتابع المليارات تضيع و أغلب الظن أن طريقها للأرصدة الخاصة .. فحاجاتي و عدم قدرتي على تحقيقها من خلال الثروة الاجتماعية هي دافعي للتفكير بتبني فكرة “ الحاجة و الكلـ .. يا سيدي “ ..!بعد هذه المبررات لا أظن أن لوم شخصي الكريم حق متاح لأي إنسان يشمئز من فكرة العمل كعميل للعدو الصهيوني .. و إن كانت لكم رغبة باللوم أطرقوا أبواب من يستحق اللوم فهوا من يستنزف ثرواتكم لتحقيق حاجاته جميعها وحتى أنهم لا يتورعون عن تحقيق الفائض عن الحاجة و الفائض عن الفائض .. الخ !لكن ما يثير استغرابي أن هؤلاء بكل بجاحة يحرصون على تكميم الأفواه و الأقلام الناطقة بالحق حتى لا يكدّر صفوّهم فمٌ يتمتم ببعض الحقائق أو قلمٌ يعري الأمور فتجد قرار المنع جاهز للطباعة ولا يحتاج إلا تعبئة خانة الكاتب الممنوع ..!المهم التجارب السابقة ودكتاتورية من بيده صاحب القرار تدفعني كثيراً للتفكير بترك الكتابة و تركيز جهودي في العمل تحت مظلّة العدو الصهيوني حتى لا أُخطئ خطأ من سبقني و أؤمن بالمبادئ و أسير بالطريق الذي لا فائدة تذكّر من حثِّ الخطى فيه ..! فأنا و بكل بساطة أريد أن أعيش كما يعيش غيري و أوفّر حاجاتي الضرورية و غير الضرورية ولن أرد على كل عبارات اللوم .. رغم أنه من الأولى أن يتوجه اللائم لمن ينهب الثروّة فهو الضرر الحقيقي ولا أتورع عن القول بأنّ ضرره أقوى من ضرر عملي كجاسوس .. قبل الختام : بلغوا تحياتي للأستاذ الكبير محمد الرطيان .. و اعرضوا عليه هذا التوجّه ..!
من رائعة الشاعرة / أجراس .. « اختناق الآه .. » :
تعبت من جمع الشتـات .. ولا قـدرت اجمـع شتـات
واتعبـنـي أكثـر .. لملمـة روحـي .. ولا لميتهـا !!
تعبت اجـاهد .. للثبـات .. ولا بقـى فينـي .. ثبـات
واتعبنـي اكـــثـر .. دمـعـةٍ بالعـــــيـن .. ماهليتـهـا
من كـــــبريـا آهـي .. وحـرّ انفاسهـا .. بيـن الشفـاة
بعثــرتها « هَ » .. « آ » .. عساهـا تبـرد ويـا ليتهـا
لكن من اطراف اللسان .. وليـن فـي اقصـى اللّهـاة
نـــارٍ .. تـدوّر .. مـن يطـــفّيهـا .. ولا .. طفّيتـهـا
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com