ويتواصل الحديث عن شعراء بلادي سيما أولئك الذين ارتقوا بشعرهم عن مواطن الإبتذال والإسفاف وكانت الإنسانية وهموم الأمة العربية والدفاع عن العقيدة الإسلامية هي هاجسهم ورسالتهم التي سعوا لتوصيلها من خلال ماحباهم الله عزوجل من ملكة شعرية فنالوا بذلك أوسمةالمجد والعلياء وكانوا بحق جديرين بالتقدير والوفاء . و محور حديثي هذا الأسبوع هو الشاعر الذي قال في إحدى رباعياته الشعرية :
بِاسْمِ الذي فتقَ الزهـورَ مِـنَ الْمَـدَرْ
وتَــلأْلأْتْ مــن بـعـدِ رَشَّــاتِ المـطـرْ
وأَحَـــاطَ بــالأفــلاكِ نـجـمــاً وقــمــرْ
والشمسُ تجري فـي مَـدَاراتِ القَـدَرْ
ذلك هو شاعرنا عبدالملك بن عواض الخديدي من مواليد عام 1960 في مدينة الطائف (عروس مصائف السعودية وحاضنة سوق عكاظ التاريخية ) ومن الناحية العلمية فشاعرنا الخديدي حاصل على البكالوريوس في علم الإجتماع ودبلوم الدراسات العليا في العلوم الإدارية . هذا ولشاعرنا نشاط أدبي وشعري ملموس في الساحة الأدبية والالكترونية حيُث صدر له ديوان شعر مطبوع يحمل عنوان( نفحات في نصرة الحق) إلى جانب عدد آخر من الدواوين الالكترونية وأخرى لازالت قيد النشر .
وشاعرنا الخديدي عضو في نادي جدة الأدبي الثقافي وعضو في العديد من المؤسسات الثقافية والمنتديات الأدبية على شبكة الانترنت كما أنه المشرف العام على نوافذ عكاظ الأدبية الثقافية وله العديد من القصائد المنشورة عبر الصحف والمجلات السعودية وبعض الصحف العربية ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن لشاعرنا قصيدة معتمدة تُدرس في السعودية بمنهج وزارة التربية والتعليم للصف الثالث المتوسط في كتاب( لغتي ) والقصيدة تحمل عنوان (وطن بلا إرهاب) وكان مما جاء فيها قوله :
يا أيها الوطنُ العظيمُ مهابةً
بين الشعوبِ بأمنهِ الوثّابِ
بُشراكَ ياوطني عدوُّك هالِكٌ
والبغيُّ لايبقى مدى الأحقابِ
إن المليك وشعبه في لُحمـةٍ
جسد وروح بغيـة الأحبـاب
وفي مجال الدفاع عن الإسلام ونصرة الحق فللشاعر العديد من القصائد في هذا السياق منها قصيدة كان قد نظمها في الدفاع عن عِرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلال الفترة التي أشاع فيها أعداء الإسلام أخباراُ ملفقة عنها كما أن له قصيدة أيضاُ في الدفاع عن سيد البشرية رسولنا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ونصرته بعد الرسوم الكاركاتيرية والفيلم المسيء وغيرها من الإنتهاكات والإساءات التي أساءت إليه عليه الصلاة والسلام من قبل أعداء الإسلام عليهم لعنة الله حيث يقول الشاعر في هذا الصدد :
وَمَا جَـاءَ الْمَنَـامُ لِعَيْـنِ حُـرٍّ
يَرَى الإسْـلامَ مَقْهُـوْراً مُلاَمَـا
يُهَـانُ مُحَمَّـدٌ صَلَّـى عَلَـيْـهِ
إلَـهُ الْخَلْـقِ كَمَّلَـهُ التَّمَـامَا
حَبيبي يـا رسُـولَ الله يا مَـنْ
على كلِّ الخلائـقِ قًـدْ تَسامَى
سَلاماً يـا أبَـا الزَّهْـرَاءِ إنَّـا
فِـداؤُك والَّـذي رَفَـعَ الْمَقَامَـا
سَنَقْذِفُ في قُلوبِ الْقَومِ رُعْبـاً
تَظَـلُّ عَلاَمَـةً تُـزْرِي اللِّئامَـا
هذا وقد تم اختيار بعض قصائد الشاعر في ديوان(نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ) المطبوع في القاهرة عام2007 كما تم اختيار عدد من قصائده وقُدمت كأوبريتات إنشادية في إحتفالات اليوم الوطني السعودي ونظير إبداعه ونشاطه الملموس في الساحة الشعرية فقد حصل على العديد من الدروع وشهادات التقدير من بعض المؤسسات الثقافية وكذلك التجارية كما حصل على دروع تكريمية من وزارة التربية والتعليم لإسهاماته الوطنية الشعرية .
هذا هو شاعرنا عبد الملك الخديدي الذي تنفس هموم أمته فجاد يراعه شعراُ يعبق بالوفاء والإنسانية وهو كما جعل هموم أمته ودينه ووطنه رسالةُ يعبر عنها مداده المتدفق شعراُ فهو كذلك تغنى بالطبيعة والجمال وتغزل بالحُسن والدلال وله في ذلك العديد من القصائد التي لايتسع المقام لذكرها وأختم حديثي عن الشاعر بهذا النص الرقراق العذب الذي يقول فيه :
من أينَ لِي وردةٌ أهديكِ إيَّاها
وقدْ وهبتُكِ كلَّ الوردِ والكادِي
في كلِّ يومٍ أنا أهديكِ مزرعةً
منَ الورودِ فأنتِ كلُّ أعيادِي
لأجلِ عينيكِ لحن الحبِّ أسكبهُ
فيملأ الكونَ بالأشواقِ إنشادِي
نجاة الماجد