تحدثت أنا وصديقي “ محمد يوسف آل مطر “ عن عدم لباقة الزي الأفرنجي على الرجل السعودي ويتسع هذا الحديث جغرافيًا ليشمل بقعة عريضة من مواطني الخليج العربي ؛ وبذات مستوى الحديث طلبت من أبنائي الطلاب أن يتخيلوني بشعر أشقر وعيون زرقاء و بشرة بيضاء يخالطها بعض الإحمرار !! وللأسف ؛ لم أنتهِ من طلبي إلا وترجمة النظرة في عيونهم : “ معصي !! “ ، وما كان هذا الخلل في النقطتين إلا لأن “ الإنسان ابن بيئته “ ظاهره وداخله ؛ يقبل منه التطور على أساسها ولا يقبل منه الخروج عنها لتبني تفاصيل بيئة أخرى ..! اللباس ، المأكل ، القيم ، الشعور ، ومثلها الفكر ؛ متى ما خرج الإنسان في أحدها عن بيئته الأصل ظهر كأراجوز مضحك أكثر منه مُدهش !! فكما قلت الانقلاب على الأساس لا يؤدي إلى بناء يستحق الاحترام و يضمن للتجربة الخلود ..! وعوضًا عن التطوير كانت فكرة التغيير الكلي هي حدث النّاس بفهم ومن غير فهم وفي كلا الحالتين هي حالة خروج وإن اقتنع بها صاحبها فلن يقنع النّاس !! واختلال التأثير في المحيط أصل حكم ٍ بالفشل ..! ومسوغ للتندر وقد صرحت بها في حسابي بتويتر بتغريدة نصها “ أقرأ لبعض الفتيات سياقات الانسياق خلف التحرر و الحرية والتمدن ..! ولا أجد في نفسي وأنا أقرأ إلا ؛ ( يا شين السرج على البـقـ.. ) ..!! “ فالأنثى هنا بطريقة القفز على واقعها وإعلان الخروج عنه بنسف كل المبادئ والإعراف ..! كانت كمن اسمها “ كاترين “ في محيطٍ محكيه يعتمد (التستسة ) بخطاب الأنثى !! ولكم أن تتخيلوها وهي تجيب عن سؤال : كاترين شلونتس ؟!! هذا إن لم يزيدوا الطين بِلّةً بتدليعها “ كترونة “ !!! وحتى لا يذهب الحديث للنماذج السلبية ؛ سأختمه بإنسانة تمثل النموذج الكامل لتجربة الأنثى المحترمة جدًا ، ليستحق ظهورها أن يكون نموذجًا نسائيًا راقيًا ومعتمد في امتداد الخليج العربي لتكون المستحقة تمامًا للقلب ( شاعرة الخليج ) لأنها { الجفول } بنت الخليج حقيقة التي لم تنزع عنها كل تفاصيل بيئتها لتتوهم التميّز والتفرد على الطريقة الغربية فكانت الأبقى و الأجمل حضورًا بشاعرية متفردة ، وتركت للمتغربات تمثيل النموذج المضحك !! وهذا الحديث ينطبق على الجنسين فكرته ونسقه ؛ حتى إنك تجد الكثير من الحالات التي ينطبق على ممثليها المثل “ يا شين السرج على ..”
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com