حديث ضعيف !
احد الشعراء العشاق الذي كان يهوى ابنة عمه ، استأمنه اخوه الذي كان يؤم المصلين بعد أن اراد الذهاب الى الحج فوجد نفسه في موقف لا يستطيع فيه مخالفة أخيه ولا كذلك تحمل أمانة الإمامة وهو بالكاد يصلي وكذلك اعتاد على الذهاب الى منزل عمه البعيد نوعاً ما عنهم للسلام عليه ومشاهدة الفتاة ولكنه الآن صار أمام الأمر الواقع ..
وبينما هو يهم بإقامة الصلاة فيهم وقال استووا ، والمساجد مكشوفة تقريبا ذلك الحين وترى فيها المصلين واذ بابنة عمه تمر أمامه وقد كشفت عن وجهها لتخبره انها فلانة فاختلطت فيه مشاعره وبدلا من ان يقول « اعتدلوا » .. أخذ ينشد
تعدلـوا ياهـل القلـوب المواليـف
وصيروا ورى القراي خمسة صفوفي
احلف بربٍ حيـزم الغـرس بالليـف
مرجع بصر يعقوب بعـد الكفوفـي
انـك منـاي بلابسـات المشانـيـف
واللي كـذب يالله عسـى مايشوفـي
فكبر بعدها بتكبيرة الإحرام وصلى بهم !
وحين سلم بعد صلاته والتفت للمصلين وبينهم كبار السن اذ بولد عمه أمامه وقد عرف الحكاية وأراد أن يشاغبه ، فقال يا فلان والله ما وجدت اجمل من صوتك وصلاتك لكني في هذا اليوم دخلت وسمعت حديثك بين الاقامة وتكبيرة الاحرام وانا اتمنى من كل قلبي ان تعيده وهو يقصد احراجه في هذا المقلب ، فرد عليه الشاعر : لا يافلان هذا حديث اسناده ضعيف ضعيف جدا ولا يعاد واعفني من اسناده !!
طار من فراشه
استدعى المهدي الشعراء إلى مجلسه فاجتمعوا ، وكان فيهم أبو العتاهية وبشار بن برد الأعمى ، فاستنشد المهدي أبا العتاهية . فانطلق ينشده قصيدته التي أولها :
ألا ما لسيدتي ما لها
أدلت فأحمل إدلالاها
فقال بشار لجليسه : ما رأيت أجسر من هذا !!
وأكمل أبو العتاهية :
أتتـه الخلافـة منقـادة
إليـه تجـــرر أذيالـهـا
فلم تك تصلـح إلا لـه
ولم يك يصلـح إلا لهـا
ولو رامها أحـد غيـره
لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب
لمـا قبـل الله أعمالهـا
فقال بشار لجليسه : انظر ويحك ، أطار الخليفة عن فراشه أم لا ؟
قال : فوالله ما خرج أحد من الشعراء يومئذ بجائزة غيره
مجبور !
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده حشد من الوزراء والوجهاء ، فقال له المهدي : والله لئن لم تهج واحدا ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك !
فنظر إلى القوم وتحير في أمره ، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغمزه بأن عليه رضاه ، قال أبو دلامة : فازددت حيرة فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي !
ألا أبلغ لديك أبـو دلامـة
فلست من الكرام ولاكرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤما
كذاك اللؤم تتبعه الدمامـه
إذا لبس العمامة قلت قردا
وخنزيراَ إذا نزع العمامة !