مسيرة الشعر ، والشعراء الإعلامية تبنت في بدايتها ثقافة الإعلام الرسمي الذي يحدد أُطر ظهور المادة ؛ و يمنح الضوء الأخضر للوجوه التي يراها مناسبة لمقاييس قائم المقام والحاكم بأمره !! وهذا يعني تحديدًا ؛ أنّ كل مادة إعلامية تمر بهذه الثقافة ليست بالضرورة أن « تمثِّل الحقيقة » ، وكل وجه إعلامي يسلط عليه الضوء ليس بالغالب أن يكون « ظهوره باستحقاق » ..! المهم ، لو رغبت بأن أُقَسّم شراكة الشعر مع الإعلام المقروء و المسموع والمرئي ؛ لوجدت أنّه ينقسم إلى ثلاث مراحل :
إعلام الأصدقاء : ومَثَّل مرحلة البداية بمطبوعات ركزت مادتها على العلاقة الإنسانية بين الشاعر والشاعر بتوزّيع الأدوار بين الشعراء لتمثل مجموعة دور الناشر ومجموعة دور المنشورله ، وإن أفادت هذه المرحلة كتأسيس إلا أنّ استنادها على الرابط الإنساني قد يحقق سلبية عدم منح كثير التجارب فرصة للظهور وهذا كفيلٌ بأن تختل الحقيقة وينقص الاستحقاق !
إعلام الأمراء : وهذه هي المرحلة القريبة التي ظهرت فيها برامج حكومية ضخمة من أهمها شاعر المليون وشاعر الملك ؛ ومهما حاولوا إفهامنا أنها برامج قامت على الشعر فقط ففي أنفسنا إيمان مطلق أنّ كثير المحسوبيات كانت أساسًا لظهور شعراء لهم بعض الحضوة أو مررهم وسطاء لهم بعض التأثير !! وحتى النتاج الشعري تأثر « بأمْرَنَة » المشهد لتلتغي قناعة غالب الشعراء وقضاياهم من أجل أرضاء أسياد الموقف واستشعار حدوده المسموحة والالتزام بها !! حتى أنَّ كثيرًا من الشعراء ركز على البيتين اللذين يستأذن بهما اللجنة أكثر من قصيدته التي هي قناعته وقضيته ..! فكانت هذه المؤثرات مسببة أيضًا لاختلال الحقيقة ونقص الاستحقاق ..!
مرحلة اللقاء : وهذه المرحلة هي التي نعيشها الآن بإتاحة المواقع الاجتماعية الفرصة المباشر لاحتكاك الشاعر بالمتلقي بدون وسيط أو ظهور مسيَّس ؛ وهذا التفاعل كفل موازنة الفرص بين الشعراء ليقدم الشاعر تجربته بدون تأثير على حقيقتها ، لتتاح الفرصة تلقائيًا للمتلقي ليحكم بين الشعراء وتجاربهم ؛ لتُعْتَمَد التجربة الحقيقية ويُمْنَح الاستحقاق لمستحقيه !! وعلى ضوء هذا تلمست في الفترة الأخيرة أنّ بعض الشعراءَ تحرروا من القيد القديم ومع ذلك حافظوا على ظهورهم الإعلامي الرائد ، و شعراء تقدموا للواجهة ليكون لوجودهم أثره وتأثيره ؛ وعلى سبيل التمثيل لا الحصر سأذكر “ خالد صالح الحربي ، ممدوح الراوي ، محمد الوبير ، عقاب الربع ، أحمد الطرقي ، عكاش منصور ... وغيرهم “ والطرقي وعكاش لوحدهما قضية القضايا هذه الفترة ؛ لكن الملفت للانتباه أنّ كل الأسماء التي وردت تنتمي لمحافظة رفحاء !! وتفكيري بجغرافيا الأسماء لم يكن وليد هذه اللحظة بل هو نتيجة تفكير عميق بهذه المسألة دفعني لأغرد بحسابي بتويتر بالتالي : * من خلال تتبعي في الفترة الماضية للفنيات في النتاج الشعري وجدتُ أن شعراء « رفحاء » هم الأقدر والأجدر ! * والشعر في « رفحاء » سلب منه الضوء الذي يستحقه في فترة سابقة بفعل فاعل!! ولكن القدرة الحقيقية لشعرائها مع تويتر تجلت كثيرًا . فهذا زمن الحقيقة والاستحقاق والذي تحقق تمامًا في شعر وشعراء المحافظة الشمالية ليكون خيارنا أن نرفع لها ولهم القُبعة إجلالاً وتقديرًا .
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com