منذ أن خلق الله هذا الكون , خلق الطبيعة , لأنها تمثل المكان الذي يحيط بالإنسان , فلا يمكننا تصور إنسان يعيش خارج حدود الزمان أو نطاق المكان , والطبيعة هي المكان , فقد ألهمت الشعراء منذ القدم على التحدث عنها , والحديث لها , والحديث معها , وهذا ما لمسناه في أشعارهم وما دونوه في قصائدهم ، فهم – أي الشعراء - لم يتركوا كبيرة ولا صغيرة عن الطبيعة إلا ورسموها في أشعارهم ، ونظرًا لأن العربي كان ولا يزال ابن الصحراء , فقد كان الشعراء العرب منذ الأمد البعيد يصورون هذه الصحاري بكثبانها ورمالها وغدرانها وأمطارها وسيولها ونباتها وحيوانها وطيرها وزواحفها ومرتفعاتها وأطرافها , وما كان يعتري هذه الصحراء من البرد القارس والحر الشديد , لهذا تعتبر الطبيعة في الشعر أمرًا واسعًا ممتدًّا لا حدود له ، فما دام الشاعر العربي القديم قد تغنى بالطبيعة وناجاها , فإن الشاعر النبطي سليل ذلك البدوي الراحل في الصحراء لم يكن في معزل عن تطلعات أسلافه , وما دامت الطبيعة هي ذات الطبيعة , فإن الشاعر النبطي القديم لم يكن بمعزل عن تلك الروح الفاحصة لِما يجري حولها , وعندما ترجل البدوي عن راحتله وركب السيارات وحلق في الجو بالطائرات لم يستطع الفكاك عن تصورات أسلافه شعراء النبط القريبين , أو شعراء العرب الجاهليين أو الإسلاميين أمويين كانوا أم عباسيين , حيث حمل معه الطبيعة بكل ما فيها من تجليّات واستكشافات ، ونظرًا لكون الشعر النبطي أو وفق مسماه الجديد بالشعر الشعبي السليل الشرعي لشعر الصحراء وثقافة أهل البادية في العصور العربية الأولى , فإن العربي الحديث قد تمثل رؤى أسلافه وتجوّل فيما كانوا يتجولون فيه , وخير مثال يستطيع تجسيد شخصية الشاعر العربي الأموي أبو الحارث غيلان بن عقبة بن نهيس العدوي الرّبابي التميمي المعروف بذي الرمة هو الشاعر نايف صقر الذي تمثل الطبيعة في شعره واقعًا وهمًّا شعريًّا عاشه وتعايش معه , وقد كانت الطبيعة في شعره متنوعة , حيث كانت منها الطبيعة المتحركة : كالحيوانات والطيور , إذ جسّد هذه الأشياء خير تجسيد , وقد كان الحديث عن هذه المكونات المتحركة مرده عائد لتوق الشاعر للحركة والانطلاق والوجود المفعم بالحياة , ثم عرج بعدها للحدث عن الطبيعة الجامدة كالأشجار والصخور , وكان حديثه عن الجماد عائد لارتباطه بالأول المتحرك , فالإنسان ملول في طبيعته لا يستقر على حال , فهو رغم عشقه للنشاط يأنس للخمول ورغم توقه للنوم يتطلع للسهر , وهكذا , فهذا التركيز على الجماد عائد لارتباطه الوثيق بالأول . كما أننا , ومن خلال استعراضنا لبعض نماذجه الشعرية رأينا طبيعة السماء وطبيعة الأرض تبدوان في شعره , حيث الحديث عن النجوم وعن الأجرام السماوية , وكذلك فقد تناول ما هو موجود على الأرض , إلا أننا فضلنا عدم التفصيل في هذه الأشياء , تاركين للقارئ مساحة للتفكير والتأمل :
ليت لي ذودٍ يـدك البيـد واحدالـه لحالـه
كان ما والله علي خلاف فـي نجـد العذيّـه
هنا يتمنى الذود وهي المجموعة من الإبل التي تدك البيد في مسيرها وركضها , وهو في هذا التمنى إعلان بعدم وجود هذا الشيء , وهنا نلحظ بأن عناصر الطبيعة : الذود – البيد – نجد العذية « حاضرة في مخيلة الشاعر , فالطبيعة هنا تتحول من شيء ملموس إلى عنصر متخيل يعيش في وجدان الشاعر
يابير طيك طـي واعماقـك اعمـاق
ويعيش بك داب وحمامه وعصفـور
بصرف النظر عن حالة الشاعر الكامنة خلف هذا الكلام , تتزاحم مكونات الطبيعة الحية المتحركة : الداب – الحمامة – العصفور , علاوة على البئر « البير « المكان الجامد الذي يضم هذه المكونات المتحركة
ياما بـك الرمـان زهـر فـالاوراق
لين اكتنز في حلـق نحلـه ودبـور
وياكم وردك وصدرك ضيـن ونيـاق
وياكم بهج جمـك بعاريـن وصـدور
وياما رطب نخلك تعسل فـالاريـاق
وياما طحين ارضك تقسم على الدور
ثم يواصل استحضار هذه المكونات الطبيعية في نفس هذا النص : الرمان – زهر الأوراق – نحلة – دبور – بعارين – رطب النخل – طحين الأرض – الدور , نقول بصرف النظر عن الرموز الكامنة وراء هذه المكونات , وبصرف النظر عن حالة الشاعر النفسية التي دفعته لقول هذا الكلام , فهذا ليس مجال حديثنا هنا , نقول : هنا تتزاحم المكونات المتحركة والجامدة في هذه الأبيات , لتشكل ماهية المشهد الشعري في هذه الأبيات
من سريتك عرفت ان الظلام
خيمه سهيل وديـار الجـدي
تعلق الشاعر بالطبيعة الأرضية وما يجري عليها , وما تحتويه من مكونات متحركة أو جامدة ثابتة لم يجعله غافلاً عن الطبيعة الموجودة في السماء كما في هذا البيت
حبيبتي نجمه تغنـت فـي ملامحهـا السمـا
حبيبتي صرخه على الوقت الرمادي واحتجاج
حبيبتي غصن خضر .. لين على دربي نمـا
لو كسرتني في كفوف الوقت تكسير الزجاج
لا يمكن أن يصف أو يعبر صقر عن شيء إلا وتطل معه الطبيعة , فهو هنا يصف حبيبته بالنجمة كجرم سماوي , ثم يعاود وصفها بالغصن الموجود فوق الأرض , إنه أينما يسير تشخص أمامه الطبيعة , إذا رفع رأسه رأى السماء وما بها من نجوم , وإن استقر بصره عل امتداده رأى الأشجار وما بها من أغصان
الأحمر زهرة الرمّان واحساس الخجـل والـدّم
والأصفر للجفاف وللعطـش والنـار والغيـره
والأخضر للمحبـه والسـلام ومهجـة المغـرمّ
والأبيض للحمـام وللغمـام وبيـض ازاهيـره
والأسود لليالـي والكحـل والغامـض المبهـمّ
والازرق للسما والبحـر وأسفـاره وأساطيـره
في مقطوعة الألوان هذه , والتي يحلو لي أن أسميها قصيدة الألوان , لا تكاد أن تخلو عبارة أو نصف عبارة من تواجد للطبيعة « زهرة الرمّان - النـار - مهجـة المغـرمّ - للحمـام وللغمـام وبيـض ازاهيـره - لليالـي والكحـل - للسما والبحـر « حيث تتكاثف هذه المكونات وكأنها هي القصيدة , وليست « الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض والأسود والأزرق « كما هي واضحة في مطاليع كل بيت
سجد قلبي على رمل الضلوع وهـزه التنهيـد
وانا في جوفي خيام الندم والخوف منصوبـه
حتى على سبيل الأداء التصويري البلاغي أو الإيحاء الشعري « رمل الضلوع - خيام الندم والخوف « إذ تظهر الطبيعة كحالة متخيلة رسمتها ريشة شاعر فنان استطاع تصوير لحظة خشوعه وخوفه وإحساسه بالندم بأسلوب تصويري جميل ملفت للانتباه
يتواصل معنا المسير في هذا الصدد , فعندما نقف عند قول نايف صقر
الـبـارحـه فـــي وجـنــة الأرض أخــاديــد
مــــن نــيــزكٍ فــتّــك حــرايـــر سـلـبـهــا
في الرمل شب .. وفي الصخور الجلاميد
وأخفـى صفايـل .. فـي سـواحـل خشبـهـا
إلى قوله :
يــــا مـرحـبــا تـرحـيـبـةٍ تـقـطــع الـبــيــد
تـرحـيـبــةٍ وســـــع الـفـيـافــي رحــبــهــا
إلى قوله :
كـثـر الضـبـا وإعــداد مــا يجـفـل الصـيـد
وإعــــداد شـعـبــان الــدهــور ورجـبـهــا
و مــالاح بــرق الـمـا ومــا حـبّـن الغـيـد
وكثر الشجـر وأحجـار الأرض وحصبهـا
لا نستطيع أن نقف غير مركزين على هذه الطبيعة الحية النابضة في شعر الشاعر , فلا يكاد يخلو شطر من هذه الأبيات من تواجد حي شاخص وبقوة للطبيعة في هذا الكلام , حتى أن من يريد أن يتتبع العبارات الدالة على الطبيعة سينسى أو سيغفل عن الغرض الأساس الذي قيلت من أجله هذه القصيدة , وذلك أن هذا التزاحم الحاصل في هذه الأبيات لمدلولات الطبيعة سيوقع المستقصي لهذه الدلالات في حيرة : هل هو يكتب من أجل الطبيعة ؟ أم أن الطبيعة مكوّن أساسي من مكوناته الشعرية ؟
أما من يتأمل هذه الأبيات سيجد أننا حذفنا البيت الأول من القصيدة , بينما ما تبقى منها يضج بمكونات الطبيعة , لنستمع إلى نايف صقر , وهو يتحدث في هذا النص
حبيبي والبحر سور التراب ودفتر الغرقى
لو اني ماكتبتك لامني ملحه ومرجانه
حبيبي لاهمت حبر العروق الغيمه الزرقا
على رمل الورق دمي سحاب هل هتانه
حبيبي كل ماذعذع جفاك وناحت الورقى
يتل البال قلبي واهدي السجات جنحانه
حبيبي وانت مرقاب الشجون وهاجس المرقى
ترى كلٍ يموت الا الوفي بعيون خلانه
حبيبي والجروح اللي سببها ليلة الفرقا
ضما يدها الوصال اليا ظما المحروم حرمانه
حبيبي لو يسامحك البحر وتبيحك الغرقى
أنا ما اسامحك لو لامني ملحه ومرجانه
أبيات تتراكض وراء بعضها البعض , في كل همسة من همساتها تتنفس الطبيعة , لا تكاد تخلو زاوية من زواياها من مشهد أو عنصر , أو ملمح يشير إلى الطبيعة
إن تعامله مع الطبيعة لم يكتفِ برسم ما هو كائن وموجود أو ما هو مأمول , بل تجاوز كل هذا حينما جنح به الخيال إلى عالم الماورئيات وتصور حالة جديدة للعشب عندما قال « العشب الأزرق « الذي جعل كل مساحة للتفكير مفتوحة , وكل تصوّر للخيال متاح , لنصغي إليه بتمعن وهو يحاور الطبيعة
العشب الأزرق سامر الشيح و القمح
عقـب سْقتَـه عـذب السحايـب بَـرَدْهـا
و الجـادل اللـي طولـهـا كـنّـه الـرمـح
كــل الـرّغَـد و الـخـيـزران لجـسـدهـا
هي بَسمةٍ يشقى بها الجمر و الصّبح
و تغـار قطعـان النّحـل مــن شهـدهـا
عـن ملحهـا يامـا البحـر حـدّث الملـح
و يامـا الحريـر اشتـاق لعنـاق يـدهـا
شيهـانـةٍ لا بـيّـنَـت وجـهـهـا الـسـمـح
تذبح يا أهـل شقـر الحـرار و هددهـا
قلـب الولـه و قــلادة التـيـه و الـمـدح
يستـاهـلـه عـنــق الـجـفـول و نـهـدهـا
حتمًا لم أقف على كل ما قاله الشاعر نايف صقر عن الطبيعة , لأن نايف صقر زاخر في هذا المجال , لذا أحببتُ الإشارة لهذه المقاطع الشعرية , لأنني عندما تصفحت ديوانيه الشعريين : غشّام وسجد قلبي الصادرين من أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث والتي تحولت فيما بعد إلى هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة , اكتشفت أنني أمام عاشق للطبيعة بقدر ما هو شاعر لهذه الطبيعة , لهذا ارتأيت أن أقتصر في هذا المجال ما أمكنني الاقتصار ، ولا تكاد تخلو قصيدة من قصائد نايف صقر من الوصف، فلا تكاد أن تخلو قصيدة من الوصف ، فهو حينما يتغزل أو يمتدح، لا يطيل في هذا المجال إلا وتكون الطبيعة شاخصة في شعره وكأن الغرض الأساسي في شعره هو وصف لهذه الطبيعة لا المدح أو الغزل أو أي غرض شعري آخر .
إن وصف الطبيعة عنده يدل على براعة شاعر وعمق إنسان متأمل لهذه اللوحات الكونية الحاصلة في هذا الكون، فهو لا يملك عين بصيرة بل بل يتمتع بعين مبصرة ، لأن الكلمة الثانية وهي « مبصرة « اسم فاعل ، واسم الفاعل دال على الاستمرار والتواصل ولعله كان يرى في هذه الطبيعة روحه ونفسه التي يتمنى لها أن تكون حية أمامه وممتدة على مرآة البصر , يراها في كل مكان ويلمسها في كل حين ووقت ، لذلك أود أن أقول بأن نايف صقر إذا أراد أن يصف أو يتغزل أو يتأمل أو يمتدح أو يهجو فإنما هو في الحقيقة قد اعتزل كل هذه الفنون أمام فن الطبيعة , حيث إن كل هذه الأغراض تعتبر أغراضًا ثانوية أمام الغرض الرئيس في شعره , وهو الكتابة للطبيعة , لأن هذه الطبيعة قد ملكت عليه كل كوامن حسه وكل تدفقات إبداعاته الشعرية.
هذا الكلام لا يدل أن نايف صقر هو الوحيد الذي تفرد لهذا الفن الشعري بل سبقه الكثيرون وسوف يأتي بعده الكثيرون ، لكنه تميز في هذا الجانب من خلال قدرته على استنطاق الطبيعة علاوة على أنه مزج التعبير بالوصف، فلو اكتفى بالوصف، لما حصل على هذا التميز، ولما حاز هذا التفوق بل نراه واصفاً بطريقة تعبيرية، ومعبراً عن مشاعره بأسلوب وصفي، وليت شعري لا أدري أي الفنين كان بهما أجدر وأكثر تفوقاً على الآخر في هذا المضمار، وهذا الرأي الذي أقوله هنا نابع من طريقة نايف في استنطاق الطبيعة فهو في الغالب الأعم يصفها كعاشق هائم متعلق بهذه الطبيعة ، لا مجرد عين بصيرة ترصد ما تراه أمامها كما يفعل الشعراء الآخرون.
هذا العشق للطبيعة دفعه للحشد والتكثيف في وصف الأشياء من حوله وفي ذكرها وتعدادها والتدقيق فيها وفي التفصيل في بعض المرات في هذه الأشياء، وكأنه لا يريد أن يفوته شيء، ولا يرغب بأن تطوف عليه أي شاردة أو واردة في هذه المكونات الكونية بجميع أشكالها ومجسماتها ، وكل من يطلع على ديواني نايف صقر يشعر بأن وصف الطبيعة في شعره غاية بحد ذاتها عند هذا الشاعر وكأن المواضيع الأخرى هي وسائل اتخذها الشاعر لبلوغ هذه الغاية ، ففي قراءتي الأولى والثانية لديوانيه الشعريين أجهدت نفسي بتعداد مظاهر الطبيعة في شعره حتى أنني كدت أن أصاب بالملل من هذا العمل لكثرة ما كتبت ودونت، غير أنني تركت الموضوع لعدة أشهر حتى تخلصت من هذه الحالة النفسية التي أصابتني ثم عدت للموضوع مرة أخرى بعد أن أفرغت ما بنفسي من مواقف مترسبة بسبب هذا الأمر، وذلك من أجل إعداد هذه الورقة النقدية المتصلة بشعر الشاعر نايف صقر، حيث نجده إما أنه يبتدي قصيدته بالطبيعة أو لعله ينحرف عن موضوعه الأساس للحديث عن الطبيعة، التي لا يكاد أن يتركها تغيب عن شعره لحظة واحدة
خاتمة
من يقرأ قصائد نايف صقر يجد أن اضطرابا نفسيا يعتري هذه النصوص، وهذا الاضطراب واضح في مدى الانتقالات الحادة وغير المفهومة في التحول من موضوع لموضوع ، وكأنه استعاض من هذا النقص الذي يعتري نصوصه بوصف الطبيعة , وهذا عامل قوي في فهم شاعرية هذا الشاعر الفذّة , لأن الغرض لديه في المقام الأول هو اتلطبيعة , وما سوى هذا الغرض , غرض تكميلي ليس إلا , وذلك أن مشاهد الطبيعة من حوله قد عوضته كل نقص وسدت لديه كل فراغ، فما عاد يهتم أو يكترث بما يفعل أو يقع منه لأنه قد وجد غايته بالصحراء والطبيعة ، وكأنه قد خلق لهذا الأمر وكتب من أجل هذه القضية ، لذا لم يعد يكترث بما يجري منه، إنه كالقطار الذي يسير بخطى ثابتة حثيثة ولا يكترث بمن يسقط منه من الركاب ما دامت الطبيعة معه والطبيعة غايته ، فهو شاعر الطبيعة في الشعر الشعبي بلا مزايدة ولا ادعاء أو فخر ، وعندما كنت أقرأ نصوص الشاعر أول الأمر , وعندما اطلعت على ديوانييه الشعريين قبل إعداد هذه الورقة فكرتُ في أمر هذه النصوص ، وقلت بعد ذلك : هل شاعرها شاعر عشق وغزل أو شاعر مدح وفخر، أم شاعر هجاء ومساجلات ، أو ماذا يا ترى ، لكنني حينما نظرت إلى جانب الطبيعة في شعره وجدت عالما زاخرا بالحياة والعفوية يضج بين جنبات هذه النصوص، حتى أنني أكاد أجزم أن لا يوجد نص لنايف صقر بلا طبيعة وإن وجد هذا النص فإنه نص خالٍ من الروح، أي روح الشاعر ، روح الإنسان المتعلق بالطبيعة حد الجنون ومتشبث بها آخر المطاف , لأنه شاعر الطبيعة وشاعر الصحراء
محمد مهاوش الظفيري