بين شاعرين كبيرين من الجيل الذهبي
من الطف النوادر الشعرية هي تلك القصائد الحميمية التي غالباً ماتكون بين الأصدقاء في ساعات البوح والشجو فتكون معلقة على حبال الذاكرة دون أن تفقد روحها البلل أو تجف كورقة شجر ، بل ما نظن أنها تشكلت على هيئة الماء فتنساب كلما استدعتها تلك الذاكرة الشاكرة لها ، كهذه المجالسة بين عملاقين من عمالقة الشعر النبطي وهما الشاعر صقر النصافي والشاعر عبدالله اللويحان يرحمهما الله ، بعد أن ذهب شاعر الكويت الكبير صقر بن مسلم بن زيد النصافي الرشيدي الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج وهناك التقى شاعر نجد المعروف عبدالله اللويحان التميمي حيث لم يلتقيا منذ وقت طويل رغم الصداقة التي بينهما والمودة فلما اجتمعا لم يكن الشعر غائياً فأنشد اللويحان مبادراً :
اللويحان:
سلام رديـه مـن خاطـري والبـال منسـاح
احلى من الذوب وأحلى من شهاليل القراحـي
باللي لفو من بعيد الـدار مقصدهـم للأربـاح
غفران من والـي الأقـدار عـلام المشاحـي
النصافي:
يامرحبـا عـد ماهـب النسيـم وعـد مـالاح
برق تزبر مزونـه ثـم منـه الوبـل طاحـي
بالصاحب اللي صديق لي وماشي لي بالانصاح
حامي على مامضى ماقال ذاك الوقت راحـي
اللويحان:
فيمامضى لي بطاروق الهوى مسرح ومـرواح
واليوم ياصقر مايومي على الصيـده جناحـي
ماهوب صيدي مطاعه مير اشوف الوقت شحاح
بيني ومن بينهم صدفات مـاش ارض بياحـي
النصافي:
لاوالله الاشعرك اسود ووجهك فيـه الافـلاح
تبي تصيد السميـن اليـا قنصتـه بالمضاحـي
مير البلا اللي اليا منـه بغـى ملقافهـن طـاح
مثلي عن صيد عند البيت مصباحـي مراحـي
اللويحان:
اخذت انا وانت هجره نرتوي من غيـر ميـاح
نشـرب عـدود طـول ماتهقواهـا السداحـي
ياليتني وانت قدم الموت حيثـه سقـم الأرواح
ماصرت انا بالحجاز ومسكنك دار الصباحـي
النصافي:
ياما عفى الله خذينا مـال مـلاك وهـو شـاح
نجيـه وقـت الحيافـه مانصبحهـم صباحـي
والبعد يدننه العيرات فـي ممسـى ومصبـاح
والقرب مازين المبغض ولو هو كـان داحـي