كتب الإعلامي الأستاذ / مشعل بن حمد المليحي في مجلة الإبل العربية عن شعر نساء البادية في الإبل قائلا : لم يكن الرجل هو الوحيد الذي يعشق الصحراء ويشتاق إليها دائماً، بل حتى نساء البادية نجد لديهن عشق قوي وارتباط شديد بالصحراء والإبل وقد يضاهي هذا عشق أولئك الرجال للبادية أحياناً وهذا العشق والحب للإبل والصحراء انطبع في أشعار نساء البادية فنجدها مرة تتوجد على الإبل ومرة تتمنى القرب لأهل الإبل ومن تلك الأشعار قول الشاعرة / بخوت المرية
وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين
وجــودي عـلـى شــوف المغاتـيـر منـتـثـره
وكذلك قول الشاعرة / موضي الدهلاوية
أمــي توصيـنـي تـقـول الـجـلادة
وقلبي إذا جاء طاري البدو ينفاج
فهذا التحسر والتوجد نابع من حب للصحراء وما يوجد فيها وما تحمله من مشاق ومتاعب، كما أننا نجد أن هناك نساء ترفض التحضر وترك البادية والعيش في المدن والقرى لأنها أحبت تلك الرمال والوديان وتلك الفياض، فهذه إحدى الشاعرات وهي / جزعاء بنت راجح بن فدغوش تقول
وأنـا مــن المقـعـاد والبـلـد ملـيـت
يالله دخيلك من تواعيـش الأرزاق
لا شفت زعجول من البل تشاليت
قلبي مع حرش العراقيب يشتـاق
وكثيرات هن النسوة اللاتي رفضن الحضارة وترك الصحراء كالشاعرة / نمشه العصيمي حيث قالت :
يـا عنـك مـا لـي حاجـة يـا عيـون
في البيدجان مع القرع والجـراوه
شفي مـع اللـي فالحيـاء ينزلـون
وإليا أصبحوا ظالوا على نجر ماوه
كذلك الشاعرة / الجازي السبيعي حينما تزوجت أمير المجمعة / ابن عسكر أنشدت هذه الأبيات تبين مدى كراهتها للقصور وعيشة الحضر وأنها تفضل البقاء والعيش مع قومها في الصحراء حيث قالت
شفي سبيعـي ايتالـي طياحـه
أخير من قصر ابن عسكر ومبناه
إن مت حطونـي بوسـط البياحـه
قبري على درب المظاهير تاطاه
ومقابل هذا الحب للإبل والرجل الذي يدافع عنها فإن نساء البادية يكرهن الرجل الكسول الذي لا يبالي بأمور الإبل وإدارة شئونها ولا يستفاد منه فهذه الشاعرة / سارة الهليل تقول
خطو الولد يزعل إذا ما تعشى
ويضحك إذا منه ملأ بطنه الزاد
مـا تللنـه مبعـدات المعـشـى
ما جـرب الغربـة ولا مـرت فـاد
فالمرأة البدوية عاشت وتربت في الصحراء وعرفت أسرارها والكثير عنها وعرفت طبائع الإبل وماذا تريد، فنجدها دائماً تشبه حنينها بحنين الناقة الخلوج، ومن ذلك قول الشاعرة / سعيدة الثعلية
يالجتي لجت خلوج المصاغير
اللـي علـى بـو تزايـد حنـاهـا
ختاماُ هذه محاورة بين / جوزاء و / سمره بنات محمد القنيني حيث كانت الشاعرتان تنتقلان في البادية من مكان إلى آخر، حسب مصلحة حلالهما وبعد مدة نزلتا إحدى المدن الكبيرة وقالت / جوزاء
يا أبوي وا وجدي على الصبح مطلاع
وجد الطوايا اللي على الماء حيامي
داجـن وراجـن ثـم راحـن مــع الـقـاع
مـا قدمهـن غيـر الـدرك والمضـامـي
فقالت أختها / سمره رداً عليها
يا بنت حطي فوق شاهيـك نعنـاع
كبـي البـداوه والبـلـش والزيـامـي
ترى البداوة ما تجيلك في الأسناع
عسـره ولا تبنـي لأهلهـا سنامـي
هكذا نساء البادية في حبهن للصحراء والإبل والفياض وما تحمله تلك البوادي من مناظر ساحرة لايمكن لمن عاش فيها التخلي عنها