عندما نالت لقب شاعرة عكاظ و فازت ببردة الشعر في مهرجان سوق عكاظ عام 2012 كأول شاعرة عربية تحقق هذا الأنجاز التاريخي والذي لم تسبقه عليه حتى الشاعرة الخنساء الذي وقف أمامها النابغة الذبياني قائلا جملته الشهيرة: “ لولا أن أبا بصير سبقك “ لقلت أنك أشعر من بالسوق !
هذا الأنجاز لم استغربه أو أتفاجئ به , لأن الشاعرة العربية السودانية روضة الحاج لا يمكن إلا أن تحقق هذه المكانة المرموقة والرفيعة والفارقة بها عن جيل كامل وعلى شعراء بأكملهم نافستهم وتفوقت عليهم وعلمتهم أن الشعر قد يكون مرأة , ومرأة فارقة جدا في كل شيء , هي شاعرة لكن عن قبيلة نساء و مرأة لكن عن قبيلة شعر !
أن تفوز روضة الحاج في مسابقة شاعر عكاظ ليست من الغرابة في شيء لمن نعلم أنه يملك كل شيء و روضة شاعرة تصنع الفارق وصفق لها الجميع و وقف لها إحتراما وتقديرا لأنها جاءت بما لم يأتي به أحد شاعرا كان أو شاعرة .
اذكر عندما وقفت روضة الحاج بجانب الشاعرة حصة هلال ( ريمية ) في مجاراة مشتركة قي برنامج أمير الشعراء ألقت ملحمة وطنية عن السودان وانفصاله الى شمال وجنوب بقيت في الذاكرة خالدة لا يمكن أن تغيب , كانت قضية داخل قصيدة و قصيدة داخل رسالة ارسلتها الى العالم أجمع .
في حين ظلت حصة هلال ( ريمية ) داخل أطار الشاعرة الشعبية , وهنا الفرق الذي طالما تحدثت عنه كثيرا وهو أن الشاعر الشعبي يظل يدور حوله نفسه لا يخرج عن النمط السائد في حين شعراء وشاعرات الفصيح أو العرب بشكل عام دائما وأبدا يكون الشعر لديهم قضية و صوت قوي جدا يعبر عن أبسط حياتهم وأعمقها و أكبر قضاياهم و أصغرها
وهذا بالضبط ما آمنت به روضة الحاج التي لا تؤمن بشعر يأتي هكذا دون رسالة أو قضية .
تحية أولى لشاعرة عكاظ الشاعرة الاستثنائية جدا روضة الحاج وتحية أخرى لكل الشعراء وأقول لهم بعد مرور أربع عشر قرنا : لولا أن روضة سبقتكم .