الجميع يتحدث عن جمال مرحلة الطفولة من خلال ذكريات تمثل لهم السعادة الحقيقية لكن الحكم هنا على الإطلاق بدون الاعتماد على مقاييس جمالية واضحة صرحت لنا بإطلاق وصف « حلوة « على تلك المرحلة العُمرية ! .. فقد تكون طفولة المتحدث لا تحوي مقومات جمالية لكن الواقع الذي يعيشه يدفعه للهروب إلى خلق واقع جميل لطفولته .. ليعود لها و يتحسر على جمالياتها !!
دائماً نزيّف الحقيقة من خلال توجيه رسائل دعائية لسن معيّنة أو توجه معيّن .. نعتمد فيها على « بروبوغاندا « دعائية نمرر من خلالها إعلانات موجهة لا تمت للحقيقة بصلة ..
أنا وأنتم في سن الطفولة ( أبطال ) و ( زعماء ) وهذه الدور البطولي « الزعماتي « نمرره بكثير من القصص التي نتحدث بها عن أنفسنا فكنا نرسم للعالم المحيط وغير المحيط صورة تجمع ( الشجاعة المهارة الزعامة الاستقلالية واعتماد الجميع علينا وأننا الأجمل والأكمل والـ.. الخ ) وقد تكون هذه القصص ما هي إلا خيالية لا تمت للواقع بصلة وإن كانت حقّاً واقعية فدورنا الثانوي تحول إلى بطولة مطلقة والبقية لعبوا دور الكومبارس !!! يا الله .. حتى « ببطولتنا « كنا الغاية بالجمال والأنانية ... حتى وإن كان الأمر برمته غير حقيقي .. !!!
هذه الفترة أشعرُ أن الجميع في الساحة الغرّاء يمارس « البوربوغاندا « ؟!!
فما عليك إلا أن تستمع لأي منتمي إلى وسيلة إعلامية شعبية أو أي ملتقي أدبي ستجد أن « شعبلاويته « أو مساحته الأدبية هي الأجمل والأصدق والأشهر والأرقى والأكمل والأفضل وما لا نهاية من صيغ التفضيل ..!!
حتى أنه يقرر بالنيابة عنّا أن وجودنا تحت مظلته وفي رحاب مساحته هو الأنسب لنا ..!
فهل من حقّه أن يقرر نيابة عنّا ؟ أم أنه بلا شعور يرسل لنا رسائل موجهة غير حقيقية ، بالاعتماد على إعلانات لرسم واقع مزيف نستطيع أن نطلق عليها جوازاً « بروبوغاندا « شعبية ؟!!!
إذاً لمن الحق بالتقرير أن هذا المنبر الأدبي يتربع على عرش الأفضلية ؟!! برأيي المتواضع أظن الأمر لا يتعلق بالأفضلية بحجم ما يتعلق بالمناسبة .. فعندما يتناسب المنبر الأدبي مع توجهاتي فسأنتمي له سواء أكنت منتج أدبي أم أدبي عموم « متلقي بإبداع «..
دعوني أتحدث عن المبدعين من خلال احتكاكي بهم .. وجدت أن الجميع يتأثر بالأصوات الدعائية .. صوت الآخر يؤثر به بشكل كبير .. و لا نغفل أنَّ حاجتهم للضوء تدفعهم لتصديق كل رسالة تمر على مسامعهم .. ولكن الذكي - وأقصد قائمة المبدعين هنا - من يضع إحداثيات يسير عليها ، أهداف يريد تحقيقها ، مقاييس يتبعها .. يبحث عن المكان الذي يتناسب مع توجهاته ويستوعبها .. لا يتأثر بالإعلانات أو الرسائل غير الحقيقية الموجهة له فعندها سيظلل نفسه بتصديق الآخر ..!!
للدلالة فقط سأحكي لكم قصتي مع خلال « المنابر الادبية « بعد أن حددت أهدافي ومقاييسي وأهوائي توجهت إلى « موفـن « كمنبر أدبي تناسب معي بصورة كبيرة .. وشعرت بأنه يتوافق مع الأساسيات التي حددتها سابقاً ومنه كانت انطلاقتي للإعلام المقروء من خلال ملف « مقامات « والذي أفخر بوجودي مع رجال يمثلون تاريخ كبير في الساحة الشعبية ..
لم التفت للبروبوغاندا والإعلانات التجارية الرخيصة .. فأنا قيّم على نفسي واستطيع استيعاب المحيط الذي يتناسب معي .. فكل إنسان أخْبَرُ بنفسه ويشعر بالأجواء التي تناسبه لكن أعود وأكرر « البروبوغاندا « مظللة جداً .. فاعتمد على نفسك برسم طريقك .. و سأضمن لك النجاح بعد توفيق الله ..
* البروبوغاندا : إعلانات موجهة برسائل غير حقيقية وتستخدم غالباً في الحروب ..! فيجب علينا أن لا نذهب ضحية الحروب و البروبوغاندا ..!