في الأسبوع الماضي كان المقال يدور حول التشابه إلى حد التطابق بين أكثر ثلاث منابر أدبية شهره حسب ما يصنفها روادها وهي المنتديات الفيس بوك وتويتر رغم بعض الاختلافات بينها إلا أن الكثير من التطابق حدث بالفعل بعد اقتحام روادها ونشر عقولهم قبل حروفهم من خلالها ، وتقريبا أغلب رواد المنتديات يعرفون السمات الأساسية لأي منتدى أدبي كان على قيد الحياة ويعرفون طريقة التقسيم وتوزيع الأقسام بحسب التخصص الأدبي من شعر وخاطرة ومقال وقصة وما إلى ذلك ، وبنفس الوقت يعرفون أن في كل منتدى يوجد ما يسمى بالقسم العام الذي يكون متنوع وخاص بالمواضيع الخفيفة الخارجة عن التصنيف السابق وهي أكثر الأقسام نشاط في أغلب المنتدى أو ربما كلها ، في كل قسم كنا نلاحظ المهتمين ونلاحظ تواجدهم ونشاطهم من خلال الردود أو طرح المواضيع حسب ميولهم الأدبية ، حينها كان التقسيم مقبول وكان التواجد أيضاً يثير فضول الكثير من الأعضاء ، لكن بعد نقطة التحول التي حدثت من خلال التجديد في التواصل في مواقع الفيس بوك ومن بعده انتشار تويتر والذي ساعد على هجرة أعضاء المنتديات وانتقالهم إلى هذه المواقع ، كل هذا طبيعي أن يحدث في ظل سعيهم للانتشار أكثر وتصدير نتاجهم بشكل يحفظ لهم متابعيهم ، وينفض غبار الشك عن اتهامات التلميع التي كانت تتم في المنتديات من قبل أصحابها وإداراتها وتخصيص أسماء معينه لتميعها وفرضها على المتابع .
بالطبع أغلب رواد المنتديات يعرفون هذه الأشياء ويعرفون أكثر من ذلك أيضاً والكثير من الأحداث التي كانت تدور في المنتديات والكثير من سلبياتها ، لكن الملاحظ الآن بأن حمى المنتديات بدأت تظهر في تويتر حيث الأعضاء أنفسهم يمارسون نفس الدور من خلال جعل تويتر ما هو إلا منتدى لكن بشكل جديد بدون أقسام وبدون تصنيف ضع كل شيء في كل شيء وربك يسهل ، الشعراء ينشرون قصائد القديمة والجديدة في تويتر ولأن المساحة لا تسمح نرى أن القصيدة تتحول إلى أبيات بمعنى أنها تتحول إلى قصيدة بالأقساط ويجب عليك أن تترك كل شيء حولك لتكمل قراءة القصيدة وإلا ضاعت عليك الحبكة .. تفكير غريب .
شعراء الفصحى والكتاب يقومون بذات الشيء من خلال عملية قص ولصق لما كان في أرشيفهم وجعله مادة جديدة بشكل جديد وكأنه يريدون أن يقولون للشعراء مزاحمتكم أمر بسيط والـ 140 حرف أسهل بالنسبة لنا ، أما فئة الأقسام العامة الخارجة عن التصنيف فها هم يحضرون ويعلنون عن أنفسهم من خلال نقل نفس الأفكار إلى تويتر ونفس المواضيع التي كانت مساحتهم وكانوا يتبنونها وهي المواضيع التي ذكرتها في المقال السابق وكثرة الهاش تاق وإرساله إلى المتابعين للمشاركة بشكل يشبه كثيرا ما كان يحدث في المنتديات ولكن بشكل مختلف ، شكل مختصر بلا تقسيم لكن نفس المواضيع نفس الأسماء نفس العقليات كل شيء نفسه إلا الشكل ، وهذا ما يجعلنا نتأكد بأن المشكلة في العقلية ولم تكن في المكان .
عقلية تغيّر اتجاه المكان وتحوله إلى ما يخدم توجهها فنرى تكرار المواضيع ونرى قصة التلميع تعود من جديد من خلال الريتويت ونرى الإستعراض في التظاهر بالثقافة من خلال عملية قص ولصق لأقوال مشاهير كأنه يريد إيصال معلومة أن كُتب هذا الكاتب أو الشاعر لا تفارقه وهو لا يعرفهم إلا من خلال قوقل .
اعتقونا شوي وتذكروا أن تويتر موقع تواصل اجتماعي يقدم خدمة للتدوين بشكل مصغر وإرسال أخبار وتحديثات لمن يتابع أو يود أن يتابع .. اعتقونا ... ودمتم