أعطوه ضعف ما جمع واطردوه !
ذهب رجل إلى الملك وأنشده شعراً
قال الملك: أحسنت.. اطلب ما تشاء
قال هل تعطيني؟
قال : أجل
قال : أريد أن تعطيني دنانير بمقدار الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية
قال: لك ذلك
قال الشاعر: قال الله تعالى : « إلهكم إله واحد »
فأعطاه دينارا
قال: « ثاني اثنين إذ هما في الغار»
فأعطاه دينارين
قال: « لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة»
فأعطاه ثلاثة دنانير
قال: « قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك »
فأعطاه أربعة
قال: « ولا خمسة إلا هو سادسهم »
فأعطاه خمسة دنانير وستة دنانير أخرى
قال: « الله الذي خلق سبع سموات »
فأعطاه سبعة
قال: « ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية »
فأعطاه ثمانية
قال: « وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض »
فأعطاه تسعة
قال: « تلك عشرة كاملة »
فأعطاه عشرة دنانير
قال: « إني رأيت أحد عشر كوكبا »
فأعطاه أحد عشر
قال: « إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله»
فأعطاه اثنا عشر
ثم قال الملك: أعطوه ضعف ما جمع واطردوه!
قال الشاعر: لماذا يا مولاي؟
قال الملك : أخاف أن تقول : « وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون » !!
انت كالكلب !
كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً .. لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ..
وكان المتوكل خليفة متمكناً .. يُغدى عليه ويراح بما يشتهي ..
دخل علي بن الجهم بغداد يوماً فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطيات ..
فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة ..
دخل على المتوكل .. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون ..
والمتوكل هو المتوكل .. سطوة وهيبة وجبروت ..
فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها :
يا أيها الخليفة ..
أنت كالكلب في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمتك دلواً
من كبار الدلاْ كثير الذنوب
ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..
فثار الخليفة وانتفض الحراس واستل السياف سيفه وفرش النطع وتجهز للقتل فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها فأمر به فأسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الأرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الأدباء ومكث على هذا الحال سبعة أشهر ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. فلما مثل بين يديه .. قال : أنشدني يا علي بن الجهم
فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن
سلوت ولكن زدن جمراً على جمر
ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات .. ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف ..
فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ..!
ومن طرائف الشعراء ايضا :
يحكى ان شاعرا اقدم على طلب يد امرأه يحبها ولم يعرف ما يخبئ له القدر منها.
ذالك أنها كانت من أجمل نساء القريه فرفضت طلبه فألح عليها أن يعرف السبب. فقالت له ببيت من الشعرقائله :
يا خليلى وانت خير خليل
ارايت راهبا بلا دليل
أنت ليل وكل حسناء شمس
واجتماعك بك من المستحيل
فعاد خائبا فرأ ه صديقه الشاعر فعلم منه مصيبته وهون عليه ببت من الشعر قائلا له:
هى الشمس مسكنها فى السماء
فعز الفؤاد عزاءا جميلا
فلن تستطيع اليها الصعود
ولن تستطيع اليك النزولا