
النخبة المخيبة !
شكرا لكل الاحبة الذين امطرونا بتواصلهم الرائع ، ولكرمهم بارسال ما يبهج القلب والعقل من مادة سعدت بها جدا فهم ليسوا بحاجة شكر أو اطراء، ولن أتهندم بلغة المجاملات ، لكنني اشكرهم من اقاصي القلب وممتن لاهتمامهم ، وها كلماتي تسير ببطئ شديد خشية ان تصطدم بعمود انارة اعترض الطريق فأكون حديث بعض الاوراق او الابطال من ورق !!
وصلتني من بعض الاحبة مواد «نخبوية جدا» ، احرجت جدا من كرم اصحابها لكني لم اجد حرجا من ابلاغهم عن رغبتي الشخصية في عدم نشرها فهي اشبه بمذكرات خاصة وان كانت مكتوبة بلغة فاخرة ، غير ان محلها ليس هنا ولا اريد المساهمة في تقديمها وان استطعت وقفزت على بعض قناعاتي ، لكني امقت النخبوية حين يكون العمل نخبويا ولكن كما نظن ، مميزا بالفكرة واللغة كما نحب ، شخصيا ارى ان النخبوية التي تقصي القارئ نجحت جدا في تحقيق الفشل بدرجات متقدمة في تقريب الآخر وساهمت في تغريبه !
من السهل جدا ان يكتب المرء ، من الصعب ان يصل!
من السهل ان يصل الكاتب من الصعب التنبؤ بالجهة !
بودي أن اقول انني - ومن خلال عملي الصحافي – لا أحاول الانحياز لذائقتي الخاصة التي أعرف أنها لاتقود القلب والعقل الا حيث اريد ، فلا أضل وإن كنت اشقى!
حين يكون عملا جماعيا كالذي نسعى لتقديمه أحاول - أو هكذا أظن - تجنب الطرح النخبوي بكثير من الاقلام النخبوية والمثقفة كذلك !! لكن بجرعات مخففة وعلى فترات متلاحقة ايضا ، هذا ما أظننا نقوم به وهو ما أظنه ايضا الاكثر قدرة على تجنب العزلة التي توهن قلب المبدع وتعصف بروحه حين يكتشف كم كان بعيدا عن الناس حين كان يكتب للناس ويعيش للناس !!
كأنني الآن انشد مع الحربي محمد جبر :
( ايا ايها الوعي
يا ايها الوعي
أفسدت ذوق المغني ) !!
ولااريد أن ادخل بتفاصيل مايؤمن به كل مبدع حين يختار لنفسه ما يظنه الاكسير المقدس ..
كان من المهم ان اتحدث بصوت مرتفع ، فلست اتنصل من ثياب الوعود ، وإن كان الحلم فضفاضا ..
وها أنا أجدد الدعوة للجميع مرة أخرى ، متى ارادوا تشريفنا ..
اعتذر عن الاطالة، وكذلك التقصير .
ولكن هو ما قد شغلت بقلقه لسنوات أظنها كثيرة وطويلة جدا !!
fhddohan@hotmail.com