عبر مواقع التوصل الاجتماعي وعبر تويتر تحديداُ فوجئت به شاعر يملك زمام الإبداع ويُحلّق بك في فضاءات الكلمة المجنحة والمفردة المعبرة فكان بحق شاعر جدير بالتقدير و المتابعة ذلك هو الشاعر السعودي بدر بن سلمان الحريص الذي يقول في إحدى روائعه :
كيف الحبايب وكيف أحوالهم بعدي
أقفى بي الوقت عنهم قبـل أودعهـم
لو أقدر أعيش عمري مثل مـاودي
كان أجمل أيام عمري عشتها معهـم
التقيت بالشاعر بدر عبر الفضاء الالكتروني فكان الحديث حول الشعر وشؤونه وشجونه إذ كانت بداياته منذ وقت مبكروعمره آنذاك 15سنة وكانت أول قصيدة كتبها حينئذ تحمل عنوان (صفحة جديدة) ..
وشاعرنا كغيره من الشعراء الذين كانت القراءة بالنسبة لهم كالبحر الزاخر بالدرر والجواهر إذ أنه ومن خلال قراءاته العميقة في كتب ودواوين الشعر استطاعإثراء تجربته الشعرية ومفرداته اللغوية وكان أبرز الشعراء الذين تأثر بهم هم الشاعر سليمان الهويدي رحمه الله والشاعر عبدالرزاق الهذيل والشاعر متعب التركي إلى جانب ابن عمه الشاعر سعد الحريّص هذا إلى جانب عدد من شعراء الثمانينات فتمخض عن تلك القراءات وذلك التأثر عدد من القصائد الزاخرة بالإبداع والتفرد ومن ذلك يتضح لنا أن الشعر لدى بدر وليد موهبة وذائقة نمت بمؤثرات اجتماعية وثقافية وبيئية معينة وهذا ما أقرّ به الشاعر ذاته إذ أنه لا يعترف بدور الوراثة في الشعر وهذه النقطة أؤيدهُ فيها بشدة فالشعر الحقيقي وليد موهبة وتجربة وليس وراثة أو دراسة . وشاعرنا يدرك جيداُ دور وأهمية النشر في توصيل الشاعر والتعريف به وبشعره لذا كان حاضراُ بإبداعه في عدد من الصحف والمجلات الخليجية أبرزها صحيفة القبس الكويتية ومجلة الوجد وجريدة الجزيرة السعودية وجريدة الحياة . أما فيما يتعلق بالأمسيات الشعرية فشاعرنا قد وجهت له عدة دعوات سابقة لإحياء أمسيات غير أنه قابلها بالرفض لظروفه الخاصة غير أنه صرح تصريح خاص وحصري عبر صحيفتنا وزاويتي هذه تحديداُ أنه سيكون في الأيام القادمة حاضراُ في كل أمسية يدعى إليها بمشيئة الله تلبية لرغبة جمهوره ومتابعيه . ورغم أن أغلب الشعراء الشعبيين لا يستهويهم كثيراُ الشعر الفصيح إلا أن شاعرنا بدر الحريّص اعترف بعشقه للشعر الفصيح إذ أعرب أن قراءته في الشعر الفصيح تفوق قراءته في الشعر الشعبي غير أنه أقرّ وبكل أسف أنه لم يكتب بيتاُ واحداُ بالفصحى وهذه النقطة تحديداُ أثارت استغرابي وبشدة فكيف يستهويه الفصيح ولم يجرب الإبحار فيه نظماُ وآثر عليه نظيره الشعبي .عموماُ أختم حديثي عن شاعرنا بدر الحريّص بهذه القصيدة البديعة التي يقول فيها :
ياخذني العز لبلاده ويشعاني
لاشفت غـر السحاب يلوح براقه
أمشي وجاذب قصيدي بأجمل ألحاني
أنا مثل كل شاعر هاضت أشواقه
أسجّ الاقدام لصحابي وخلاني
أما أسري الليل وإلا الصبح وشراقه
ماشي على درب أبوي ودرب جداني
ماهو أنا اللي يتيه ويقطع الساقه
كله لعين الرفيق وثالث أخواني
اللي يمينه لفعل الطيب سبّاقه