اتفق أن المبدع الحقيقي أو الشخصية المؤثرة العظيمة أسمه يتحول إلى ماركة
فاخرة مسجلة وذلك نتاج أعمالاً إبداعية أو مواقف انسانية مميزة ومهمة ترسخت في الذائقة والأذهان فأصبحت إما ضمن قائمة الأدب أو قائمة البطولات
أو قائمة الانسانية
و اتفق تماماً أن مئات المقالات والكتب والقراءات الإنطباعية التي تكتب
عنه وأن تميزت لن تكون أجمل مما جاء به لنا .
لكن أظن _ أن من حق أي شخصية انسانية أو أدبية نؤمن أنه حقيقي
خاصة أن كانت له سيرة عظيمة أو تجربة ثرية أن نجتهد محاولين أن نبلغ
وصفه ليس لأنه في حاجة ما نكتب من أطراء وأشادة أو تمجيد ! و لكن
لنتعلم منه كيف نتذوق الأدب الحقيقي من أهله وخاصته .
ونسمو بأرواحنا من خلاله في سماوات الأدب والشعر والثقافة محلقين
و لنتعلم كيف نستشعر قيمة الأنسان داخلنا وقيمة أن يكون لنا في هذه الحياة
العريضة قضية نؤمن بها و مبدأ ندافع عنه و هدف نريد أن نحققه وموقف يجب
أن نسجله ورسالة يجب أن نوصلها .
ليس بالضرورة أن نعيش أبطالاً ولكن على الأقل نموت كما يموت الأبطال ..!
أنا وأن كتبت لن أضيف قيمة جديدة لأن في حقيقة الأمر أنا من بحاجة
كمتلقية وقبل أن أكون كاتبة أن اكتب واعبّر عن قيمة انسانية وأدبية وثقافية ودينية استشعرتها وأثرت في تفاصيلي وفكري و سلوكي و كانت جزء من ثقافتي وكوّنت ذائقتي التي أظن أنها أرتقت و أستقامت أو على الأقل تهذبت !
وحتى أثبت العمق الحقيقي في فكرتي التي أؤمن بها واكتب إنطلاقاً منها سأذكر مثالاُ ولن أختار مثالاً سواه سواء قبل به البعض أو لم يقبل وأقصد (المثال )
عندما اعجب بشخصية وشعر هند بنت عتبة الصحابية الجليلة رضي الله عنها
وهي بطلة الجاهلية والأسلام .. وأذهب لأكتب عنها فأنا هنا أستمد من تاريخها ومواقفها الآنفة والقوة والبطولة التي تجسدت حتى في قصائدها ولعل أشهرها تلك التي قالتها يوم أحد عندما كانت تحرض المشركين على القتال قبل إسلامها ورددتها بعد إسلامها في معركة اليرموك وكانت سبباً في انتصار المسلمين
“ نحن بنات طارق نمشي على النمارق مشي القطا الموافق هل من كريم عاشق يحمي عن العواتق أن تقبلوا نعانق و نفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق “ وأنا عندما اكتب عن قصيدة استفزتني .. أو موقف انساني أثر بي .. أو شخصية ما تستحق التقدير أنا هنا اخلق داخل روحي قيمة جميلة أياً كانت, واعيش في حالة جذب لكل ماهو حقيقي ومؤثر وصادق والأهم يؤثر بي إيجابياً ويجعلني اغرق في موجه ولا أطلب النجاة .
هذه القيمة الجميلة والطاقة الإيجابية التي ولدت داخل روحي وفكري ستنعكس تدريجياُ على من حولي وعلى قارئي وأن فعلتها أنا وأنت وهي وهو .. سيكون هناك مجتمعاً جاذباً للقيم الجميلة والانسانية وللطاقة الإيحابية المستمدة من سيّر الأبطال و المبدعين أو مواقف البسطاء وحكاياهم .
لا املك أن أقول لك بصيغة الأمر .. اكتب بوعي.. وعبّر بحب عن مشاعرك سواء تجاه قصيدة أو كتاب أو قراءة أو موقف أو سيرة أو انسان .. عن من أثر بك بشكل عام وكان جزء من تكوين شخصيتك وثقافتك وفكرك وذائقتك عن الانسان داخلك لكن املك أن اقول لي فقط !
لذا سأظل اكتب بوعيّ قبل أن اعبر بحب كما أرى وأؤمن واشعر ! واخلق داخلي قيمة جميلة لأمنحها لمن حولي.