كثيرا ما نقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ النساء شقائق الرجال “ لكن الأكثر قراءة من طرف ذكور الأمة هو الحديث النبوي الشريف “ النساء ناقصات دين وعقل ... “ ويقفون عند هذا الحد كمن يقرأ الآية الكريمة “ ويل للمصلين “ ولا يكمل الآية .. لن أدخل في شرح الحديث - فهذا مجال أهله - ولن أسرد المناسبة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الشريف ؛ لأن ذلك سيحيلنا إلى تفاصيل عديدة ليس هذا مقامها .. ! ما دعاني لطرحه هنا ما بدأ يتناثر من رذاذ التصادم بين الرجل والمرأة في ميدان الكتابة و الحقيقة التصادم قديم بين الأدباء والشعراء والأديبات والشاعرات ؛ لأن هناك من – الرجال – الأدباء والشعراء من ينكر على المرأة أن تكون مبدعة في حرفها ، وتلج ميدان الإبداع الفكري والأدبي من أوسع أبوابه .. !ونظرا للموروث الثقافي والعادات التي جبل عليها - الرجل الشرقي - منذ كان في المهد ، وكما يقال من شب على شيء شاب عليه ؛ لم يستطع - طبعا لا أعمم فإن التعميم ظلم ، والظلم ظلمات يوم القيامة - أن يتأقلم والتطور الذي حدث ويحدث والذي أعطى للمرأة فرصة التعبير أكثر عن مخزون مشاعرها وفكرها وشعورها بالمشاكل الاجتماعية والسياسية والفكرية التي تحدث من حولها في مجتمعها ، و العصر الذي نعيشه ساهم بشكل أو بآخر من أن تفتح كل الأبواب أمام المرأة لتلج منها إلى الإبداع العلمي والأدبي والاجتماعي والثقافي ، وما المنتديات الأدبية والنشر الكتروني ببعيد عن هذه الأبواب .. !صارت الأبواب مفتوحة على مصراعيها لتقدم المرأة نتاجها الأدبي والفكري على مائدة المنتديات ينهل منها ويتذوقها القراء بسهولة ، فقد كان النشر الورقي مقتصرا على فئة قليلة نظرا للتكاليف وللصعوبات التي تحيط بهذا النوع من النشر .. أما المنتديات الأدبية فهي ساحة مفتوحة أمام الجميع ، وقد برزت المرأة فيها شاعرة وأديبة وحتى ناقدة بشكل ملفت للنظر ، واستطاعت أن تشد إلى حرفها القارئ ، بل فيهن من استطاعت أن تزاحم الرجل حتى في أكثر المسابقات الشعرية شهرة - مع تحفظي لولوج المرأة مثل هذه المسابقات - .. الإبداع الفكري والأدبي رحيق الروح والمشاعر ، أو ليست المرأة مثل الرجل في مشاعرها وفكرها وإحساسها بالأشياء المحيطة بها ؟ .. إذن لماذا أيها الشاعر والأديب تنكر على المرأة أن تقتحم ميدان الشعر والأدب وهذا ليس أمرا طارئا بل هو وليد منذ القدم وخير شاهد على هذا أسماء نسائية كبيرة استطاعت أن تعطي في ميدان الشعر والأدب مثل الخنساء وبنت الشاطئ وغيرهن .. إذن لما تقسيم الأدب والشعر على أنه أنثى وذكر .. أو كما يسمونه الأدب النسوي ، أو نقول الأدب الرجولي ؟ !هل من الممكن أن نطلق هذا على الشعر أو النتاج الأدبي للرجل على أنه أدب ذكوري ؟ ! . تصنيف يخرج عن حدود العقل والمنطق ؛ لأن الأدب والشعر – حسب رأيي – لا يصنف على أنه ذكر أو أنثى وإنا هو شعر أو أدب لا جنسية له إلا أنه نتاج الفكر الإنساني سواء أكان نتاج امرأة أو رجل .. من الممكن أن يقال أن التصنيف ناتج عن كتابات المرأة – الأنثى – التي لها أسلوبها الأنثوي في تناول المواضيع سواء شعرا أو نثرا .. لكن هناك من الشعراء والأدباء من يشبه أسلوب كتاباتهم أسلوب الأنثى في طرح نتاجهم الأدبي والشعري وهناك من النساء من تساير أسلوب الرجل في الطرح .. لكن هذا لايعني أن نعمم أو نصنف أو نضع الشعر والأدب في إطار الأنوثة أو الذكورة ..!الشعر شعر سواء أكان لرجل أو امرأة .. وتحديد نقاط القوة أو الضعف في قصيدة ما أو نص أدبي ما لا يخضع للحكم عليه ، على أنه نص أنثى أو نص رجل .. بل لأنه نص أدبي يخضع لمقاييس أدبية تحدد هويته الإبداعية يبقى الرجل والمرأة كفتي ميزان الحياة ؛ لأن كل واحد منهما خلق لمهمة لعمارة الأرض ، فليس معنى الأنوثة الضعف وقلة العقل ولا الذكورة معناها القوة والحكمة ، بل الأمر أكبر من هذا .. إنه « النساء شقائق الرجال « فالحياة أكبر من أن تكون تصادم بين شقي لبنة عمارة الأرض , إنما هي تلاحم وتعاون وكل واحد يكمل الأخر فكريا وأدبيا ومساهمة للعطاء لبناء المستقبل .. !
وتحية ل – السيد الشعر - ولكل الشعراء والشاعرات والأدباء والأديبات لأننا النساء شقائق الرجال