حين تنتمي للشعر لن تجد صعوبة في تقبل الأنماط والأشكال الجديدة التي ستنتهي إليها القصيدة سواء كتبته أو قرأته لدى الاخر لكن حين تنتمي لرأيك و وجهة نظرك و ذائقتك الخاصة فأنت لن ترى الشعر إلا من نافذة واحدة !لن يمنعك أحد أن ترى الشعر بالصورة التي تريدها أو تحبها لكن في المقابل لا ترغم الاخرين على رؤيتك الخاصة على أنها هي الصواب لسبب : أن الشعر ليس ملكية خاصة لك ولا لغيرك في الأساس ! الشعر : ابتكار ومن يحارب الابتكار في الشعر هو يحارب الإبداع في الحقيقة .كما وجدت القصيدة التقليدية من الاف السنين وجدت كذلك القصيدة الحداثية كما يسميها البعض , ولن يتوقف و ينقطع الابتكار والتجديد سيستمر ما استمرت الحياة جيلاً بعد جيل.لا اتخيل أن تبقى القصيدة على نمط واحد وشكل واحد وروح واحدة فالشعر فضاؤه واسع ومدى الإبداع أوسع بكثير و دور المبدع الحقيقي أن يحارب من أجل الإبداع لا أن يحارب الإبداع لينتصر لنفسه ! ألم تطرب مسامعكم مع قصائد البدر المغناة ؟ ألم تصفقوا له في أمسياته وهو يلقي قصائد غير تقليدية كقصيدة التفعيلة مثلاً ؟ تمنحون لأنفسكم الحق في الاستماع والاستمتاع وتمنعون من يريد أن يكتبه وينتهجه !أنا في الحقيقة الأمر ضد التسميات المتعددة للشعر لأن الشعر كل وليس جزءً ، لكن سأسميه الشعر الجديد بعيداً عن التسمية هذا الشعر الجديد لولا أنه تميزه وتأثيره وجماله وعذوبته لما وجدنا من يحاربه ويقصيه !فمحاولة اقصاء التجديد من تاريخ الشعر هو ضرب من الجنون في الحقيقة فالقصيدة في زمن الجاهلية ليست القصيدة فيما بعده وحتى زمننا هذا وهذا أمر طبيعي لروح الشعر المتجددة التي ترفض البقاء كما وجدت !الشعر وجد ليكون حراً من أنتم حتى تحاصروه بالقيود وتمنعوه التحليق في سماوات الإبداع والخيال والحياة ؟!شأنكم وحدكم أن ترفضوا التجديد والابتكار وشأننا أن نرفض هذه الفكرة الذي تحاصرون الشعر بها ! أخيراً أقول : استمتعوا بالشعر من أجل الشعر امنحوا ذائقتكم فرصة واحدة لتتعرف على الشعر الجديد وتستوعبه أكثر و تذوقوا عذوبته وروعته واستشعروا تأثيره على الروح وأن عجزت ذائقتكم عنه اتركوه ولا تحاربوه
فالمبدع الحقيقي يقف مع كل الفنون سواء استهوته أو لم تستهوه أرجوكم انتصروا للشعر الجميل وليس لأرائكم و تساموا بالشعر تسمو .