لا شكّ أن الأغلب متفقون أن الخيال أو حلم اليقظة ما هو إلا هروب من واقع مختلف عما نحلم به أو نتخيله في خلوتنا أو بمشاركة من نجد انه يشاركنا نفس الحلم بنفس التفاصيل ولكل طرف من هذا الحلم دوره الخاص الذي يكمل به الحلم و الموقف المعاش في الخيال ، نتفق بأن الخيال والحلم هروب من واقع أكثر قسوة لم نتمكن من هذا الحلم في واقعنا لذلك نأخذنا ومن نحب إلى حيث نريد ونقوم بما نريد ونشعر بذات اللذة إلا القليل أو ربما أكثر من القليل لكي لا أتهم بالمبالغة لكن بكل الأحوال اللذة حاضرة ، ولأنها خطوة أولى نحو السعي لتحقيق ما نحلم به لابد أن يكون للخيال حدود على الأقل بحدود ما نملك من وعي يجعلنا نهرب من واقع لكن دون أن نرمى أنفسنا من علو يكسر باقي الأمل فينا ، إذا حتى الخيال والحلم يجب أن يكون بحدود وأن يكون واقع أيضاً ، نعم أنا أعني ما أقول اعني بأنه واقع في حلمه أو حلم قريب من الواقع أو حلم ممكن أن يصبح واقع ، لنتخيل ما نريد ونعيش ما نريد ونحلم بما نريد لكن قبل كل هذا علينا أن نتذكر أنفسنا وقيمتها وقدرتها على معايشة الحلم وتبعات ما بعد الحلم ونعرف قدرتنا على العودة مجددا إلى حيث كنا .
الجميل في هذه الأحلام و الخيالات أنها تكون بالألوان التي نختارها ، نختار ما يناسبنا وما يناسبها من ألوان تجعل منها لوحة زاهية الألوان فيتحول الحالم إلى رسام يبدع بلا ريشة وبلا ألوان حقيقية لكنه يرسم لوحة جميلة كما يريدها ، بالألوان التي يجدها مناسبة و متناسقة، بالشكل الذي يريد ، بالبرواز الذي يضيف إليها لمسة جمالية أخرى ، الحالم رسّام يحتفظ بلوحاته في مخيلته لا تفارقه يجعل منها معرضاً لصور لا يراها أحد غيره ، هو الرسام وهو صاحب الريشة وهو من يختار الألوان وهو من يجسد أبطال هذه اللوحة وهو صالة العرض وهو المشتري وهو المقتني وهو الجمهور ، وفي كل حالة مما سبق يجد متعة و لذة ، هو فنان بحق لأنه البطل لأنه لا يكتفي بالرسم بل يجعل من لوحته مسرحية متحركة بإحساس حقيقي لا ينقصه إلا أن تتحول إلى حدث ملموس و واقع معاش ، هو فنان لأنه يجعل نفسه ومن معه بحالة تطابق في كل شيء .
أبطال الحلم اليقظ هم متشابهين روح و فكر و خيال و آفاق لذلك هم بالفعل على أشكالهم في التحليق وفي الهبوط . .. ودمتم