
الشاعر الاســ / طرطورة !!
قال أحمد بن داوود الواسطي :
في محنة الإمام أحمد بن حنبل في خلق القرآن مع المعتزلة دخلت على أحمد قبل الضرب فقلت له في بعض كلامي يا أبا عبد الله:
- عليك عيال ولك صبيان وانت معذور .. - اي بترك الدفاع عن الدين –
فقال لي :
“ ان كان هذا عقلك يا ابا سعيد فقد استرحت “ !!
هي هي الأمو نفسها .. باختلاف الازمنة والهموم وباتفاق العقل والروح ..
عبدالله بن ربيعة الشاعر الخلاق الذي زامن ابن لعبون ذلك الوقت قد صاغ همه كذلك :
« المستريح اللي من العقل مسلوب
لا شفت لك عاقل .. ترى الهم : دابه !
اي والله يا طويل العمر ..!
( 2 )
اصاب البعض بعقدة « الرعب عجزا » مما يكتبه بعض الشعراء المغرورين السذج أو بالتحليق به الى تحت العرش في حين انه لم يتجاوز ذلك « المرعوب » حتى مقدرته على الفهم الصحيح الذي يمكنه من قراءة الشعر لا الاسماء وقراءة بين السطور لا قبلها !!
ومن باب « لا تجادل الأحمق ، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما » مع احساسي بتقديم خدمة وفضل له ليتطبب ولا يمرض الآخرين أكثر فقد وصل الداء قريبا من اصواتنا وهي ترفع الصوت لتقول « لا » تجاه كل خطأ فتجد انها – وبلا قصد أكملت : لا لا يالخيزرانه بالهوى ميلوكي !!!!
من ذلك الباب كنت اتجاوز الكثير من الكتابات السخيفة، والتصريحات الفارغة فبين من يلغي التجارب « بتعميرة شيشة » ويؤرخ للشعر « بليلة سودا » ، وبين يرى انه الاسطورة الأعظم « هكذا بكل قلة فهم» والصحيح انه الاكثر فضيحة مستورة وصورة موزونة الالوان على الاغلفة المكسورة الابيات داخلها !!
فرحمة بنا ، رحمة بالذوق الذي نبكيه والشعر الذي قاتلنا من أجله ولم نقبض مقابله الثمن ولم نكن من خلاله « خويا » الا لضمائرنا ، ولا ندماء ليل الا مع راحتنا وحريتنا المتواضعة البسيطة !
خففوا الوطء قليلا !
( 3 )
اذكر إني :
مثل ما يستنفذ الذكرى جريح
ومثل ما يصرخ ذبيح
اذكر إني كنت أصيح :
«كم تحاصــر بالحياة
ضيِّقت جدرانها الجغرافيـــا
كيف يختـــار اتجـاه
وكل ما هو حوله أصلا مافيا «!!
اذكر إني بعدها ما كنت عارف
وين يرميني طريقي
كم تزوَّر في حياتي
أو حياة الناس
وكم باقي حقيقي !!
كنت وحدي
كنت أعد اللي نسوني
وأجمع غبار السنين اللي تجمَّع في عيوني
واضحك أضحك ..
رغم كل اللي بكوني !!
fhddohan@hotmail.com