حتى وقت قريب كان النشر عبر وسائل الإعلام الورقية حكراً على فئة معينة من الناس وكانت لديهم الآلية والعلاقات التي تروج لما يكتبونه فيحظون بنشر كتاباتهم سواء عبر مقالات أو أعمدة أو كتب هذا فضلاً عن أن النشر كان يخضع لسياسات الصحيفة وتوجهاتها الخاصة بما يجعل هؤلاء الكتاب ينصاعون لتلك السياسات والتوجهات ، ويكتبون ما يتفق معها وإلا تم منع صاحبها والحجر على قلمه مما يُفقده شيئاً من بريقه الذي يحرص عليه من خلال كتاباته عبر الصحف وفي ذات الوقت لم يكن الباب مشرعاً لأصحاب المواهب الأدبية أو لأصحاب الأفكار والتوجهات الخاصة أي مكان في تلك الصحف ليعبروا من خلاله عن شيء مما يجيش في قلوبهم من مشاعر وما يدور في عقولهم من أفكار فتموت مواهبهم وتذهب في مهب الريح ويطويها التجاهل والنسيان وهي في عز شبابها لأنها لم تجد الدعم ولم يُكتب لها الخروج إلى النور . بل إن بعض أصحاب تلك الأقلام من كانوا أفذاذاً يفوق مستواهم المعرفي والإبداعي بمراحل بعض الأسماء اللامعة في عالم الفكر والأدب والثقافة .
واستمر ذلك الحال على ما هو عليه حتى بدأت الشبكة العنكبوتية بمنتدياتها وملتقياتها تظهر إلى النور وتفتح الباب على مصراعيه لكل الأفكار والتوجهات وكل الأقلام الصاعد منها والواعد على حد سواء إذ أنها لم تكن حكراً على فئة دون أخرى ولا لمذهب او طائفة دون أخرى بل إنها احتوت الجميع على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ومواهبهم
فكانت بذلك نافذة كبرى لجميع الأقلام نافذة تميزت بسرعة الاتصال وسهولته ، بالإضافة إلى تعدد الخيارات والقنوات التي تحتضن تلك الأقلام مابين المدونات والنت لوغ والفيس بوك إلى جانب المنتديات والمواقع المتخصصة كما عملت على تلاقح الأفكار بين الكُتاب بيسر وسهولة واستطاعت تلك المواقع جذب أولئك الذين لم تكن الفرصة سانحة أمامهم لنشر ما لديهم ورقياً .
هذا وقد ساهمت تلك الشبكة بمواقعها ومنتدياتها الأدبية في الارتقاء بمستوى الأقلام الضعيفة حيث ساهم احتكاكهم مع أصحاب الأقلام القوية في تقوية قدراتهم وتنمية مواهبهم وزيادة خبراتهم لذا وبناءً على ما سبق يتضح لنا أهمية الشبكة العنكبوتية التي أحدثت ثورة كبيرة في عالم النشر حيث أصبح النشر ومطالعته متاحاً بحرية للكاتب والقارئ معاً