ثمة العديد من الشعراء عبر مختلف العصور توجوا الشعر بأوسمة إبداعاتهم إلا أن البعض منهم لم يجدوا حظاُ من الشهرة والانتشار أسوة بغيرهم وربما تعود أسباب ذلك إلى كون الشاعر غير حريص على الشهرة ولجأ للشعر فقط للتنفيس عما يخالج وجدانه من شؤون وشجون وربما كان الانطواءلأسباب اجتماعية أو سياسية نجهلها ولن أسهب كثيراُ في هذه النقطة وسأدلف إلى صلب الموضوع مباشرة حيث سأتطرق في هذه السطور إلى عدد من الشعراء المجهولين من دولة فلسطين وأستهلهم بالشاعر الفلسطيني (محمد بن إبراهيم الأريحاوي )الشافعي الشهير كوالده بالعاري أبو عبد الرحمن شمس الدين الشيخ العالم المفتي الفقيه خاتمة أجلاء بلدته. من شعراء مدينة أريحا المشهورين في العصر العثماني وهو من عائلة شاعرة فقيهة تنتمي إلى طبقة الصوفية. لم نجد له ديوان يجمع شعره ولكن وجدت له قصيدة تشي بتمكّنه من ناصية الشعر وقدرته على استخدام غرض الغزل في الإشارات الصوفية وكان مما جاء فيها قوله:
على الأحباب قلبي إنّ أنّا
وصرتُ بهم حليف ضنى معنّى
ولما أن بدا ليلي وجنّا
سمعت سويجع الأثلات إنا
فزاد بي الهوا وجفوتُ قومي
ولم أعرف متى أمسي ويومي
وكيف العاذلون يرون لومي
وبرق الأبرقين أطار نومي
ومن شعراء فلسطين المجهولين كذلك الشاعر( إبراهيم بن محمد الغزي) المعروف بابن سفر المفتي الحنفينشأ في غزّة، وسافر إلى مصر برعاية من جده الذي كان له شأن في عاصمة الخلافة العثمانية،كان له شعر كثير معظمه في التصوف , ومن أروع ما وجدتُ وقرأت للشاعر قصيدة طويلة يقول في مطلعها :
ترفّق رعاك اللّه بالصَّبِّ يا حادي
ومل بي أيا هادي إلى شاطئ الوادي
إلى كعبة التَّطواف وانزل بشِعْبِ مَن
تملّك قلباً ذاب بالوجد يا حادي
ومن شعراء فلسطين أيضاً الشاعر (عمر اليافي ( ولد بثغر يافا في ساحل فلسطين سنة 1170هـ ونشأ بها، واستوطن غزة شطراً من حياته ثم أكمل تعليمه في مصر على يد علماء الأزهر ثم قدم إلى دمشق وعاش بها إلى وفاته .. له عدد من المؤلفات في الدين والعقيدة وديوان شعر وقد وجدت له أثناء البحث عدد من النصوص البليغة ومما راق لي جداُ هذا النص في وداع رمضان حيث يقول فيه :
على فقد شهر الصوم تجري المدامعُ
وتندبه عند الفراق الجوامعُ
وتصبح منه الأرض مقفرة الربى
وكم جادها غيثٌ من الفضل هامع
تذوب قلوبٌ حسرةً وتأسّفاً
لفقدك لكن نور فضلك ساطع
عليك سلام الله ما لاح بارقٌ
لأبصارنا من حضرة القدس لامع
ومن شعراء فلسطين كذلك الذين لم يتسع المقام هنا لذكرهم : (أبو العون الجلجولي الغزي ) , (العناياتي النابلسي ) , (الزغاري الغزي ) و(شهاب الدين ابن عبية المقدسي )ولعلي أتطرق إليهم بشي من التفصيل في مقالات قادمة ان شاء الله