
في رحلة الزمن
علينا ان نفعل الصواب .!
لا منطق يحترم نفسه سيقول لك ان أهمية العمل الفنية أو الأدبية ، او الابداعية ، الخلاقة تعتمد على « صدق الحكايات » أي ماكانت لت الإكسير السحري المقدس، أو البذرة الأهم لتكون هي من تحدد شكل وأهمية ونوع وقيمة المحصول الإبداعي الأهم في حقل الفكر ، بل الأسوأ على الإطلاق !.
لم أتساءل يوما عن أي عمل إبداعي رأيته أو قرأته ، آو التقيت بطريقه - أي ماكان العمل ـ روائيا ، سينمائيا ، شعريا ، مسرحياً ، عن تفاصيله وكواليسه والشهود عليه وو ، إذ ليس من الفهم ولا من العقل القيام بمثل هذه الحماقات فتكون هي الأهم .
هل نستطيع الاتفاق على رواية آو لوحة آو قصيدة مثلا بأنها حقيقية وانها ليست من اختلاق المبدع وصناعة ماهرة.؟
إلا التاريخ بالطبع ، إذ هو الوحيد الذي يكون الخيال معه جرم قاتل يخلط الأوراق كما لو كان يخلط الأنساب .
ولهذا أتجلى مع كل عمل إبداعي صادق في كذبته حد أننا لانصدق انها لم تحدث لأنها صناعة رائعة ، قدمت شخوصها بمنتهى الاقتدار والفهم والوعي ليس لأنها كاذبة ، بل لأنها «تختلق ، وتخلق» سببا لتظهر على الحياة ..! .
لو استعان المبدعون « بالخيال الخصب » لخلقوا لنا «حقيقة » عظيمة تقول :
العمل بلا خيال ، خيال عمل لن يكتل نموه أبدا وأضافوا : وليس له نسب في التاريخ .
الصدق هو ان تكون صاحب قضية ما ، لامدعيا انك من اصحابها .. !
الصدق هو ان لاتكذب على نفسك وتقول أو تكتب انك « انسان متحضر» في حين انك اكثر جلافة وصلافة من الإنسان الأول إذ تحمل عصا جهلك بيمينك ، وتمسح على بطنك وتمارس الطقوس إياها كأجمل ما في تحضرك !
لقد اعتدت ان اكتب بشكل يومي منذ سنوات طويلة ، لا لقصد النشر ابدا رغم اهميته الاعلامية في الترويج عن نتاجاتنا ، قدر ايماني العميق بأن ممارسة العمل الكتابي دون الالتفات للظرف والمكان هي الطريقة الوحيدة في المحافظة على اللياقة الذهنية التي ستقدر ، مع مرور الوقت على خلق عالمها ، واعتادت على الحياة ، دون حاجتها أي العناصر الأخرى مثل «معاناة ، فراق ، خيانة ، انتقام ، .. الخ» لتعبر نحو ضفة النجاة .
لم اعتبر يوما هذه الأشياء وغيرها ، عناصر محفزة للكتابة ، وللخلق الابداعي المغاير، والتعايش مع الروح والآخرين بسلام ومعرفة، قدر رؤيتي انها كوة سحيقة تؤخر المبدع عن مواصلة رسالته التي يحملها والتي تختلف من شخص لآخر .
من المهم معرفة الزمن بشكل دقيق لا مخادع ، وأن أعمارنا سريعة الاشتعال والرسالة التي نحمل أمانة إبلاغها ثقيلة ، وطويلة جدا ، وعلينا ان نفعل الصواب في ان نقول الكثير في هذا العمر القصير .. !