رمضان هلّ وللكرامِ مآثرٌ
وإلى الجميل تسابق الأخيارٌ
وغدت بيوت الله جنة قائمٍ
عشق الصلاة وليلُهُ أذكارُ
ليس رمضان كغيره من الشهورفهو الشهر الذي خصه المولى عز وجل بعظيم الخير والأجر لذا كان جدير بأن تدبج فيه النصوص الأدبية للترحيب به من جهة واستحضار فضله من جهة أخرى ، وبما أن الشعر كان ولم يزل ديوان بقصائده العابقة بنسمات و روحانيات الشهر الفضيل وفي ذلك يقول أحد الشعراء :العرب لذا فقد كان الأوفر حظاُ
ترتيـل ذكر وتحميد وتسبيح
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه
فالنفس تدأب في قول وفي عمل
صوم النهار وبالليل التراويح
وليس ذلك فحسب بل اشتملت نصوص رمضان كذلك على لحظات ترقب الهلال وثبوت رؤيته وفي ذلك يقول ابن حمديس :
يشبه الصب في نحافة جسمه
قلت والناس يرقبون هلالا
من يكن صائما فذا رمضان
خط بالنور للوري أول اسمه
ومن جانب آخر نجد البعض من الشعراء تطرق كذلك إلى ما هو أبعد من الناحية الدينية وأعني بذلك فوائد الصيامالصحية وفي هذا يقول أحد الشعراء في سياق تعريفه للصيام :
ليس معني الصيام لو تدري
جوعة ثم أكلة عمياني
بل يصومون بغية للتداوي
إن في الجوع صحة الأبدان
وثمة شعراء تطرقوا إلى نقطة هامة جداُ وهي الإسراف والتبذير في موائد رمضان ومن هؤلاء الشاعر العراقيمعروف الرصافي الذي صاغ قصيدة يتبرأ فيها من عادة الإسراف في شهر رمضان خاصة في الطعام اخترت لكم منها الأبيات التالية التي يقول فيها :
ولكن لا أصوم صيام قوم
تكاثر في فطورهم الطعام
فإن وضح النهار طووا جوعا
وقد نهموا إذا اختلط الظلام
فقل للصائمين أداء فرض
ألا ما هكذا فرض الصيام
ولم يستأثر الشعر وحده بنصوص الترحيبوالبشرى بالشهر الفضيل بل كان النثر أيضا حاضراُ ومشاركاُ في هذه المناسبة العظيمة فهذا أمير الشعراء ” أحمد شوقي ” يقول في سجعه الجميل بأسواق الذهب : « الصيام : حرمان مشروع وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع .... الخ ».
ولازال للحديث بقية سيما وأن ديوان الأدب عند العرب كان ومازال يزخر بألوان النصوص الرمضانية العابقة بالإيمان والروحانية والتي سأواصل الحديث عنها في مقالي القادم إن شاء الله ..
ختاماُ أجدها فرصة ومن خلال هذه الزاوية لأبارك للأمتين العربية والإسلامية بشهر رمضان المبارك وأسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا وكل عام وأنتم بخير ..