العدد 1622 Friday 26, July 2013
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
المجـــلـس الــقــادم يـفـتح كـــل الملفــات المـهـمة والعالقة «50 نـائـبـاً» بانتـظار كلمة الناخـبـين غــداً الصبــاح تمتنع اليوم عن نشر مواد انتخابية التزاما بفترة الصمت الانتخابي الإبراهيم: تراخيص ايصال لـ30 ألف قسيمة خلال عام الجامعة: قبول 8512 طالباً في الفصلين الأول والثاني «السكنية» تستعد لطرح مشروعي شمال المطلاع ومدينة المطلاع شفيق للإخوان: مصر ستعود إلى شعبها .. و «إمارتكم انتهت» هجوم إرهابي بالصواريخ ضد سفارة الإمارات في ليبيا ولا إصابات ارتفاع ضحايا حادث قطار إسبانيا السريع إلى 77 قتيلاً العجيل: عملية الاقتراع من الـ 8 إلى الـ 8 ولن تتوقف بأي شكل من الأشكال «الخارجية» تستدعي سفراء مجموعة الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبريطانيا الجامعة تعلن قبول 8512 طالباً وطالبة للدراسة في كلياتها خورشيد: وضع آلية للتوفيق بين العرض والطلب من حملة البكالوريوس عبدالفتاح العلي يؤكد جاهزية قطاع المرور لانتخابات مجلس الأمة 2013 تفعيل خدمة الاستعلام الصوتي « IVR » لانتخابات مجلس الأمة سفيرنا في الأردن يسلم «أونروا» دعماً من الكويت بقيمة مليوني دولار «إحياء التراث» تنفذ مشروع «ولائم الإفطار» بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف قبازرد: الحاضر غرس الماضي والمستقبل غرس الحاضر والتراث عصارة الآباء والأجداد معهد الاختصاصات الطبية عقد اجتماعا تنويرياً للاطباء المبتعثين إلى فرنسا « زكاة العثمان» : عيدية اليتيم وكسوته 10 دنانير زكاة كيفان تطرح على أهل الخير مشروع الزواج الجماعي للقضاء على شبح العنوسة مصر: الجيش ينتظر تفويض الشعب اليوم.. والإسلاميون يهاجمون السيسي «ملغومة» تقتل 3 مسلحين في العريش.. وإسرائيل تخشى من تحول سيناء إلى ساحة حرب رؤساء الاتحادات الخليجية يمنحون العراق مهلة أخيرة للانتهاء من اشتراطات تنظيم خليجي 22 البرازيلي فيرناندو يخوض التدريبات مع العربي تمهيداً لقيده مالك ليفربول ساخراً: ماذا يدخنون في استاد الإمارات؟! عمومية «جلوبل» تنتخب مجلس إدارة جديداً مجلس إدارة مؤسسة البترول يعتمد البيانات المالية المجمعة للمؤسسة وشركاتها الخليفي: « الخطوط الكويتية» تسعى إلى تطوير أعمالها وخدماتها «أبوظبي الوطني» يُعين رئيساً لأسواق المال العالمية في أوروبا الأسطورة ديل بييرو في ضيافة «الروضان» اليوم سوريا: المعارضة تفقد الأمل في الغرب.. وعينها على حلب بدعم سعودي العراق: عشرات القتلى والجرحى في سلسلة هجمات متزامنة.. وواشنطن تجدد دعمها للحكومة نهاوند يـــــا فـــــــــــــــــــــلان ! الضيف ومكانته الرفيعة عند العرب عامة .. والبدو خاصة تجاذب الثنائيات في نص «النسيان» للشاعر عبد الله السالم مخـتـطـفـات الأماكن كلها مرتاحه لك روايات تاريخية حول أقدم الطقوس الرمضانية القناص يوثق إصدارته الأدبية  القصيدة التي أسماها الأمير محمد العبدالله الرشيد بالشيخة سناء الحافي بين ترنيمة حرف وانين وطن تنسج خيوط أمل أقوال ليست كالأقوال ميادة الحناوي.. الصوت الساحر الذي ولد بين عمالقة الغناء ذئب يوسف .. وضع في ظلم بين لكن الله برأه من المكيدة رمضان في عمان.. الحلوى لا تنقطع من البيوت ومجالس صلح للمتخاصمين

مقامات

تجاذب الثنائيات في نص «النسيان» للشاعر عبد الله السالم

النص : النسيان
الشاعر : عبد الله السالم
1-

هذا المكان المجدب المهجور
في يوم من الايام
كان يتباهى زغردة وطيور
وكان الغصن هذا اليابس المكسور
في يوم من الايام
من الندى مبتل
هذا المكان المجدب المهجور
يكفيني إنه كان ينبت خِلّ
هذا مكانه ماحدٍ يملاه
اف كل يوم آتي على الموعد ولا ألقاه
واف كل يوم اقعد على نفس الحجر ما امل
ولما يطول الظل
اقوم في حسرة وألم اشياي
وادري معد هو بجاي

2-

في هالمكان المجدب المهجور
في يوم من الايام
كانت أحلام الغلابى قدهم
العيش في معزل عن أوهام المدينة
وكانت القرية سلام
وكانوا الاطفال ف ابواب المنازل
يبعثون لعابر الدرب السكينة

3-

هذا المكان المجدب المهجور
في يوم من الايام
كان يتغاظى عن شقاوتنا
ويقبلنا على نزعاتنا المتخالفة
كانت تضج أصواتنا بأحلامنا
وكان نيسان العمر يكسي ملامحنا غرور وغطرسة
هذا يبي يبني لقريتهم مزار ومدرسة
وهذا يبي يرحل بعيد
وذاك تغريه المدينة
وقلوبنا متوالفة

4-
أثر الحماس أعمى
لما تكون انسان عاجز
مختزل في حلمك الأسمى
أما يموت الحلم بدري
وعليك طول العمر تحمل جثته
في ايديك / ف عيونك / على الأكتاف
او ينولد مشوه الأطراف

5-

هذا المكان المجدب المهجور
شاهد على شوقي لأصحابي
غيبتهم قسوة الدنيا وكثر الظلم في أطراف المنافي
وانا الى هالحين اشم أحضانهم في ريحة ثيابي
هذا المكان المجدب المهجور
في بعدهم شاهد على صبري
وان ما ارجعوا شاهد على قبري

المدخل
الفرق بين الشاعر والروائي أو القاص في التعامل مع المكان , يتحدد في كون الأخير يستحضر التضاريس ويتحدث عنها بشكل مفصل , وهذا التناول فيه مساحات متسعة للحديث والسرد الأشبه بعرض التقارير والتعامل الديناميكي مع الأحداث , بينما يكون المكان عند الشاعر فيه أنسنة للطبيعة واختزان للمنابع الجمالية في المكان , ومن ثم انعكاس هذه الحالة على شخصية الشاعر الخالق للنص
حين الحديث عن المكان لا يمكن التغاضي عن المقابل له في هذه الثنائية وهو الزمن , وذلك لوجود علاقة عضوية بين الاثنين , غير أن المكان يكون ثابتًا بينما يحدث التغير في مسألة الزمن , فللمكان علاقة بشخصية الفرد ولا يمكن أن يعيش المرء خارج المكان لأن المكان مرتبط فيه ارتباطًا وثيقًا , وهذا يتعلق أيضًا بالزمان , وذلك أن للمكان جذر نفسي وتاريخي مرتبط بالإنسان , وتكون هذه العلاقة أكثر جلاء مع الإنسان الخالق للنص
والمكان المؤثر في حياة الإنسان المبدع للنصوص ليس تضاريس جغرافية أو حدودًا مسيجة أو أماكن من الإمكان رؤيتها , كما أسلفنا , بل هو امتداد نفسي يتجاوز الحدود الوهمية للأماكن , يتداخل فيها كما تتداخل قطرات الماء مع بعضها بعضًا

ثنائية الجدب والحياة
تتضح شخصية المكان عند عبد الله السالم من خلال نص « النسيان « وذلك عن طريق تشكيل الثنائيات وتجاذبها في النص الشعري , حيث تشكل لديه ثنائية الجدب والحياة أولى هذه التجاذبات , إذ منح الشاعر المكان ذاكرة مشطورة , تتجاذبها جماليات الحياة في الماضي وتداعيات الذكرى الجميلة مع شبح الجدب والجفاف والشعور بالانكسار النفسي في الواقع المعاش وهو الحاضر , أي حاضر الشاعر , وذلك واضح عبر هذا الحضور

هذا المكان المجدب المهجور
في يوم من الايام
كان يتباهى زغردة وطيور
وكان الغصن هذا اليابس المكسور
في يوم من الايام
من الندى مبتل
هذا المكان المجدب المهجور
يكفيني إنه كان ينبت خِلّ
هذا مكانه ماحدٍ يملاه
حيث ارتبط الجدب بالغصن « اليابس المكسور « و « المكان المجدب المهجور « وذلك أن اليباس والكسر والجدب والهجر إشارات إيحائية بالنضوب العاطفي والجفاف النفسي والشعور بالقحط , بينما ارتبطت الحياة بالمكان الذي « كان ينبت خل « وبغصن « من الندى مبتل « كدلالة على حضور العاطفة والحركة وعدم الاستسلام للخوف والجفاف في المقابل
ثنائية المدينة والقرية
تستمر حركة تجاذب الثنائية في هذا النص , وتنتقل من مسألة الجدب والحياة , إلى المدينة والقرية , وهي ثنائية عربية تقليدية , حيث تشكل القرية الروح بينما تعادل المدينة المادة , وفي هذه الأثناء تكون المدينة أكثر بشاعة بينما تعتبر القرية عالمًا رقيقًا وحالمًا , غير أن الظفر في النهاية يكون للمدينة , وهذا ما حصل في نص الشاعر , إذ اتضحت الروح الانهزامية في النص من قبل قراءته , وذلك من خلال العنوان الذي حمل اسم « النسيان « كدليل واضح على هذا الشعور بالانسحاق الروحي أمام سطوة المادة :

كانت أحلام الغلابى قدهم
العيش في معزل عن أوهام المدينة
وكانت القرية سلام
وكانوا الاطفال ف ابواب المنازل
يبعثون لعابر الدرب السكينة

الملاحظ ارتباط الأوهام بعالم المدينة وتماس الأحلام مع القرية , ومن ناحية أخرى ارتباط القرية بالسلام والناس « الغلابى « الذين يرسمون أحلامهم التي على مقاسات خاصة تعنيهم , كما أن القرية مرتبطة ببراءة الأطفال وعبثهم الطفولي المرح الذين يزرعون السكينة في قلوب المارة , وهم على هذه الأحوال على النقيض من المدينة المتشحة بالزيف والخداع
ثنائية الماضي والحاضر
هذه الثنائية على مستوى المكان خلقت ثنائية أخرى مقابلة للمكان , وهي ثنائية على مستوى الزمن , حيث اعتمدت هذه الثنائية على الماضي والواقع , حيث ارتبط الماضي بعالم القرية الجميل , وتلازم الواقع مع عالم المدينة البشع المرير

هذا المكان المجدب المهجور
شاهد على شوقي لأصحابي
غيبتهم قسوة الدنيا وكثر الظلم في أطراف المنافي
وانا الى هالحين اشم أحضانهم في ريحة ثيابي
هذا المكان المجدب المهجور
في بعدهم شاهد على صبري
وان ما ارجعوا شاهد على قبري
حيث تشكلت هذه الثنائية من خلال مرور عجلة الزمن التي سرقت منه أصحابه , وقذفتهم خلف ستائر النسيان , فتحول « المكان المجدب المهجور « إلى صورة دلالية أخرى تمثلت بالحاضر , وبالإمكان كذلك رؤية الزمن بأبعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل , غير أن مسألة رؤية المستقبل مسألة افتراضية , فالمكان هنا يتمدد بأذرعته الزمانية الثلاثة , فشوق الشاعر لأصحابه انتقال عكسي للزمن ومن هنا يمكننا تصور الماضي بالنسبة له باعتبار أنه مرحلة جميلة , كما أن « المكان المجدب المهجور « صرخة واقعية تصطدم بحياة الشاعر وتشعره بمدى تفاهة هذه الحياة التي « غيبتهم قسوة الدنيا وكثر الظلم في أطراف المنافي « بينما تشكل الجملة الشرطية « وان ما ارجعوا شاهد على قبري « الهوة المنتظرة , والتي جاء حضورها في هذا النسق كمحالة لتكثيف الموقف في هذا المشهد

ثنائية الشعور الملموس والشعور المأمول
هذه الثنائيات انعكست على الإنسان الخالق والمبدع لهذا النص , حيث ولدت لدى الشاعر نوعين من الشعور , وهو الشعور الملموس والشعور المأمول , فالشعور الملموس مرتبط بالحاضر والمدينة بينما الشعور المأمول مرتبط بالقرية والماضي , وفي هذه الحالة الشعورية المتضادة لا يمكن الفصل بين المكان والزمان والتعامل معهما كل على حدة , بل يتحد الاثنان في بوتقة واحدة اسمها المشاعر التي تمثل الإنسان بشكل عام , والشاعر بشكل خاص , وهنا ليس بالإمكان الفصل ولا بد من النظر إلى هذا المخلوق , وهو الإنسان الشاعر كجزء متكامل لا يمكن الفصل بين أجزائه , لهذا أصبحنا نراه في هذا المقطع يعيش حالة من الهذيان الشعوري الاستفزازي الذي خلق لديه حركة عكسية بالإنكفاء على الزمن والتكور حول الذات  :

هذا المكان المجدب المهجور
في يوم من الايام
كان يتغاظى عن شقاوتنا
ويقبلنا على نزعاتنا المتخالفة
كانت تضج أصواتنا بأحلامنا
وكان نيسان العمر يكسي ملامحنا غرور وغطرسة
هذا يبي يبني لقريتهم مزار ومدرسة
وهذا يبي يرحل بعيد
وذاك تغريه المدينة
وقلوبنا متوالفة

فالشعور الملموس مصطدم بالواقع الذي يدل عليه « المكان المجدب المهجور « القاسي , والتي جعلت بشاعته من الشاعر ينكمش ويتراجع إلى الخلف الزمني , ليمارس لذة الشعور المأمول , وهو شعور مغيّب لا يمكن استحضاره لأن الزمن يتمدد إلى الأمام , لهذا جعل هذا الموقف من الشاعر إنسانًا نستلوجيًّا , أي لديه شعور غير منطقي بالعودة إلى الماضي , كمحاولة للقفز على حركية الزمن من أجل الخلاص من العيش في دوامة الشعور الملموس

الخاتمة
من خلال ما سبق الحديث عنه نستطيع القول أن الشاعر في عموم النص لم يشعر بقيمة المكان الروحية , حيث كانت هذه الروحانية غائبة في أغلب إن لم يكن في عموم النص , وذلك بأنه كرر عبارة « المكان المجدب المهجور « أكثر من مرة , وكأن هذه العبارة الشعرية ظلت تتوالد معه وتتكاثر كتكاثر الأشباح في مخيلة الإنسان المجنون أو الغائب عن الوعي , ولعل انفتاح هذه المخيلة المتوالدة من خلال تكرار هذه الجملة الشعرية السابقة , هو ما دفعه إلى انفتاح المشهد الدلالي في النص , والذي أحدث هذه الانقسامات الثنائية في النص فيما بعد.
محمد مهاوش الظفيري
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق