
بعض الإسرائيليات !!
الموهبة مجرد وعاء فارغ , لكنه يحتمل أن تضع فيه مساحات شاسعة ليس لها آخر وآفاقا ممتدة من الإبداع اللامحدود . من الركض والبحث الدائم نحو الالق الحميد .
إن الموهبة لدى المبدع تشبه الشمعة الأولى التي تحمله في طريقه إذ لا يمكن أن تستمر في إضاءة الطريق له كل الوقت ولكنها تدله على الاتجاه الصحيح .
وما لم يحرص المبدع على خلق شموع جديدة فانه سيبقى في نفس المكان الذي انطفأت فيه شمعته الوحيدة الموهبة . وسيدور حول نفسه حتى يلتهم كل أطرافه ثم يلتفت إلينا بجوع ولذة ! .
إننا لا ننكر مثلا على آلاف الشعراء الشعبيين والكتاب وبعض ممارسي النقد الذين امتلأت بهم الدنيا - واستفرغت أكثرهم - الموهبة التي يتمتعون بها , ولكننا – بكل راحة بال وبمنتهى الأدب- نستطيع أن ننكر الإبداع والتفرد والجديد والجميل المميز على معظم معظمهم فالموهبة وحدها تشبه الطاحونة التي تأكل ما في بطنها إن لم يكن هناك غلة جديدة بداخلها تأكلها وتتلذذ بطحنها كل يوم وهذا هو حال كل مبدع وفنان !
ولا أدري كيف يكتب الشعراء قصائدهم دون أن يكونوا قد قرؤوا -شعبيا أو نبطيا على الأقل- وهذا على سبيل المثال السريع فقط وليس الحصر :
( راشد الخلاوي –عبدالمحسن الهزاني – محمد العوني – محمد القاضي - عبدالله بن رشيد – عرار ابن شهوان – عمير بن شهوان – مقحم الصقري - عبدالله ابن سبيل – تركي بن حميد – ساكر الخمشي – راكان بن حثلين – فجحان الفراوي – ساجر الرفدي – جزعا بنت راجح – بخوت المرية – محمد بن لعبون – عبدالله بن ربيعة – بصري الوضيحي – مرشد البذال – عبيد بن رشيد – حمود العبيد – نمر بن عدوان – نورة الحوشان - حميدان الشويعر – برجس بن دويرج – صقر النصافي – حمد المغلوث – سليمان الأشقر – محمد ابو دباس – مرسى العطاوية – دغيم الظلماوي – الدقيس – مشعان بن هذال – فهد المجماج – سليمان بن شريم- عبدالله اللويحان – بركات الشريف – شالح بن هدلان – بديوي الوقداني – سرور الاطرش – ردهان ابو عنقا – حجرف الذويبي – ابن عفالج – الدجيما – خضير الصعيليك – حمود الناصر البدر – عامر السمين – ماجد الحثربي –– فهد بن صليبيخ – زيد الحرب – موضي العبيدي – عدوان الهربيد – بندر بن سرور - محمد السديري .
وعشرات بل مئات من المبدعين الكبار الذين لا يتسع المقال والمقام لذكرهم الآن لأنني لم أقصد الحصر كما أشرت لان ذلك سيوقعني في إشكال « الزمن والأهمية » وهذا ليس ما أريده ، فقط كنت أتذكر على عجالة بعض الأسماء الهامة جدا في تقديم شعر عظيم وخالد.
ولا يعني القفز عليه دون المرور في زمنه وطرقاته ولياليه وصخبه إلا أن خللا عظيما ومحزنا ارتكبه الشاعر الشعبي إضافة إلى خلله القاتل عند تجاوزه تراثه العربي الذي يوازي أدبيا وإبداعيا ما أشرت إليه نبطيا بمئات المرات دون أي مبالغة !!
نصيحة مجانية !!
لاتلتفت كثيرا أيها الشاعر الشعبي لما كتبت لك بالاعلى لأنك – إن أخذت بالنصيحة - ستتعب كثيرا للحد الذي سيحملني – فيما بعد - مالا أطيق من شتائمك !!
املأ الأمسيات صخبا وشعرا ، ولا تتردد في قبول أي أصبوحة ، وانشر كل ماتكتبه في كل ما أتاحه لك الفضاء وليس على جدران المدارس لأنك ربما ستكون احد المواد الدراسية المقررة على أبنائنا يوما ما !!
ربما ستعرف بعدها ما الذي يعنيه الشاعر المبدع محمد جبر الحربي :
«الا ايها الوعي أفسدت ذوق المغني » !!
اكتب الذي تريد لأنك في أغلب حالاتك لن تكتب م انريد وإن قدر لك وأردت فعلا ذلك فسوف لن تكون حصيلتي أكثر من شتائمك المجانية الإضافية !
عش وقتك وعمرك واكبر على مهلك ولا تسابق المارة لأنهم مثلك ذاهبون إلى حياتهم فكل سنة تضيفها على عمرك الآن لتقول انك اكبر عمرا وعقلا ، سوف تسترجعها مضاعفة يوما ما !!
كل ذلك سوف اغفره لك إن علمت منك انك تحمل بين جنبيك هدفا نبيلا وغاية لا أقول مثالية وملائكية ، بل دعني أقول عنها أنها «إبداعية – إنسانية – محترمة على الأقل » !!
ومن مجانية النصائح أتذكر أن « عباس ابن فرناس «رجل يستحق التقدير والاحترام يستحق أن نتذكر بمنتهى الاحترام والتقدير والامتنان فشل محاولته للطيران مثلما نتذكر» اللوفت هانزا والبريتش ايرويز » للطيران العالمي ..!!
من يضع القاعدة – وأعوذ بالله من سوء الظن ! - ويضع عمره ثمنا لتأسيسها أو لتطبيقها يستحق الشكر مهما بلغ به الفشل والشجاع الذي يقف دون مبادئه حتى وان مات غدرا من أحد الجبناء فإنه يستحق أن نشكره على أنه لم يمت “ هربا “ من أحد الفرسان !!
فعباس ابن فرناس أتقن عمله الذي اخطأ بما ليس يعرفه:
«التوازن »
ولكن لم يكن التوازن ضمن مئات النصائح الفارغة من التوازن .. التي جاءت بعد موته !
-- لو نجح ابن فرناس في تلك المحاولة لنجح معه عشرات الأشخاص الذين كانت علاقتهم تنتهي في تلك التجربة عند لحظة التجربة ولكن حين فشل ابن فرناس سقطوا جميعهم من الذاكرة إلا وهو ظل محتفظا بتوازنه !!
-- أعرف كذلك – وهذه مشكلة أخرى – إن الذين يجيدون النصائح هم أكثر الناس جهلا بها ، لأنهم من المرجفين في الحياة !!
-- حين قدم الشيطان نصائحه المجانية لحواء كان يريد أن يتذكر فشله مع آدم، راجيا أن تعتبروا ذلك من الإسرائيليات حيث لاحرج !
fhddohan@hotmail.com