لا أعتقد أن ثمة مائدة في شهر رمضان قد تخلو ولو من صنف واحد من أصناف الحلويات كالكنافة والبقلاوة والقطائف وغيرها منأصناف الحلويات.وعن نفسي أجدني مغرمة بالكنافة أكثر من غيرها سيما عندما تكون مصحوبة بفنجان من القهوة العربية.
هذا وتعد الكنافة والقطائف أكثر صنفان مفضلان على المائدة الرمضانية بل والمائدة الشعرية أيضاً إذ تشير الروايات التاريخية إلى أن الكنافةظهرت في العهد الأموي أما القطائف فقد ظهرت في العهد الفاطمي
لذا فقد انطلق الشعراء منذ القدم في وصف الكنافة والتغزل بها وأشهرهم في ذلك شاعر من شعراء الدولة الأيوبية هو أبو الحسين يحيى بن الجزار الذي كتب في عشقها يقول :
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
وجاد عليها سكراً دائم الدر
وحتى الإمام البوصيري صاحبالبردة الشهيرة في مدح الرسولصلى الله عليه وسلمبلغ من عشقه للكنافة أن غضب من القاضيعماد الدين عندما زاره ولم يقدم له طبق الكنافة فأنشد يقول :
ما أكلنا في ذا الزمان كنافة
آآآه وأبعد عليّ مسافة
قال قوم إن العماد كريم
قلت هذا عندي حديث خرافة
أنا ضيف له وقد مت جوعا
ليت شعري لم لا تعد الضيافة
أما القطائف فقد أحبها الشعراء أيضاً فهذا سيف الدين بن قزل « متغزلاً في القطائف قائلاً :
وقطائف مثل البدور
أتت لنا من غير وعد
قد سقيت قطر النبات
وطيبت بالماء ورد
فحسبتها في صحنها
لما بدت أقراص شهد.
ويبدو أن القطائف لحلاوتها قد تتسبب في خسارة الصداقة بين صديقين كما حدث مع البوصيري و صاحبه القاضي فهذا شاعر آخر يحكي تجربته المرة مع صاحبه قائلاً :
دعاني صديقي لأكل القطائف
فأمعنتُ فيها أكلاً غير خائف
فقال وقد أوجعت بالأكل قلبه
رويدك مهلاَ فهي إحدى المتالف
فقلت له ما سمعنا بهالك
ينادي عليه يا قتيل القطائف
ويعتقد البعض أن عشق القطائف وراثة يتوارثه الأبناء عن الآباءويؤكد ذلك قول أحد الشعراء :
هات القطائف لي هنا
فالصوم حببها لنا
قد كان يأكلها أبي
وأخي وأكرهها أنا
لكنني مذ ذقتها
ذقت السعادة والمنى
ختاماً لابد من الإشارة إلى أن الحافظ « جلال الدين السيوطي قد جمع كثيراُ مما قاله الشعراء في باب الكنافة والقطائف في كتاب له أسماه» منهل اللطائف في الكنافة والقطائف «.