عالم غريب بالفعل عالم ساحر ويحتوي على كل شي ، رغم ظاهره الإيجابي إلا أن السلبيات مُعششة بين ردهاته ، تكثر فيه الدهاليز وتكثر فيه الأبواب المغلقة والحجرات المظلمة ، يقال دائماً أنه عالم افتراضي ما يلبث من يقتحمه إلا أن يعيشه كواقع ملموس ويبدأ ذلك بتعامله مع الآخرين ممكن يلتقي بهم هناك ، هناك من ينجح في التمثيل وهم قلة قليلة حتى هذه القلة مع مرور الوقت تجدهم انكشفوا وبانت معادنهم على حقيقتها .
هناك الكثير ممن يحاول أن يعيش بعيد عنه ويعيّش نفسه عالم آخر يكسر به الواقع ، لم ينجح و لن ينجح أحد إلا في تلك الغرف المظلمة وخلف أبواب مغلقة حيث تكمن الغرابة ويحتاج العقل لعقل آخر لكي يستوعب ما يجري .
هذا العالم أصبح متاحاً للجميع ، ونعني بالجميع هنا بأن الضوابط تكاد تكون معدومة والأسس والنظم المعمول بها ترتكز بشكل كبير على العلاقات وعلى المزاجية وهذا ما يجعل نيران النزاعات لا تنطفئ أبداً ، هناك حيث لا صدقات دائمة ولاعداوات دائمة ، صديقك اليوم ربما يكون عدوك في الغد ، وأسرارك حين تظن أنها حبيسة صدر واحد من الممكن أن تجدها معروضة بأرخص الأسعار ، حتى من كان تربطك به علاقة وثيقة وبأسرع من لمح البصر بإمكانه التحول إلى الجهة المقابلة ودون أن يكون وجود للخجل واحترام ما مضى بينكما .
بالفعل هو عالم غريب جداً كل شيء ممكن ولاتستغرب شيئاً أبداً ، علام وفيّ للمبادئ التي أنشأ من أجلها وهي كثيرة لكن لا مانع من ذكر بعضها حيث الحقد والأحزاب والظلم والأقنعة الزائفة والمصالح المبنية على باطل والتعاونات الكاذبة والمجاملة النتنة ، والثنائيات الغير متكافئة ، وأستغفر الله العظيم ، نعم يجب أن نقول أستغفر الله العظيم ونتوقف لكي لا نقع في المحظور من الكلمات .
يتمتع هذا العالم بميزات تخصه دون غيره حيث اللا وفاء واللا مصداقية واللا بقاء واللا نظم واللا لوائح ، عندما تكون متواجد أنت حبيبي وأنت كفاءة كما يقول اللمبي ، وحين تغيب لا مكان لك ، أصبح التعامل هناك يشبه التعامل في صالونات الحلاقة أن الدور للموجود ومن يغيب يخسر مكانه وترتيبه .
هذا هو العالم الإفتراضي والذي يجب أن يكون عالم إنقراضي ... ودمتم .
