
« 1 »
الدفاع عن النفس – فيما لايستحق الدفاع - يجعلني اشعر بانطباع سيء حول فهم الناس لبعضهم حين يتحدثون فيما بينهم بمنتهى الصدق عن أمر ما ، حتى وان كان لقاء صحافيا هاما ، فليس كسب مانشيتا هو الاهم ولكنه مهم جدا بل ضروري لنجاح أي عمل اعلامي ومن هنا تبدأ مشكلة التعامل مع الاخر الذي يكون انت في بعض المرات ويكون المقابل لك في احيان اخرى ، الصحافة مشكلة كبيرة ومتعبة وهي لذيذة في الوقت نفسه وأظن كل من عمل بها تخلى ليس عن بعض مبادئه بل عن بعض قناعاته أو تصوراته أو آماله التي ربما لاتتوافق مع الاماكن التي يعمل معها وهذا هو الغالب وان أخذ مساحة شاسعة من الحرية !!
« 2 »
اتذكر اني قمت بكتابة بحث شعري ودراسة عروضية جديدة معاصرة بالمعنى الأصح ، ونشرها قبل اعوام في الزميلة المبدع الجميل بدر الحمد في جريدة الرأي الكويتية في صفحة « بكور الوسم » وكانت بعنوان :
« تعلم الوزن بالطريقة العددية » الدراسة كانت عبارة عن « تعلم الوزن بطريقة الارقام » بدلا من التفعيلة التقليدية المعروفة والعروض التي تعتبر الأصل الثابت الذي لا خلاف فيه ولا عليه في هذا المجال بل أحد أعظم ماقدمه العالم المعلم الخليل بن أحمد الفراهيدي للشعر وللعربية حتى هذه الساعة ولقيام الساعة .
وقد قمت بتطبيقها على بعض الهاوين فنجحت بشكل جيد بل ومعقول قياساً بالوقت القصير وبالمواهب المتفاوتة التي صدفتها ، وقد كان الهدف بداية أن أحاول المساعدة قليلاً بعض ممن يرون في صعوبة التعامل مع « التفعيلة » التي يرونها أو هكذا أظن أنها للمختصين وللنحوين وغيرهم ، وهو أمر غير صحيح أو لنقل غير دقيق فهي كشأن البحور والشيلات التي تلزم معرفة كذلك في المدات والتكسيرات الخ ، وعدم تقبل البعض لمجرد سماع كلمة تفعيلة على اي حال رأيت ان استبدل التفعيلة بالرقم وهو أمر سهل للغاية ودقيق كذلك فهو كأدوية الصداع والزكام فالكل يعرف كيف يستخدمها لكن لا أحد فكر في تحضيرها !
وقد طبقتها على بعض اوزان الشعر العامي « النبطي » الذي نعرف ان اوزانه برغم دقتها اللحنية الا أنها كذلك لا تخضع للنحو وثوابته ، أي ليس هناك أي تعارض لغوي في المسألة وأظنها نجحت ، ولكني – وبكل أمانة وصدق - وبعد أن انهيت أهم ما فيها « الفكرة « وقدمتها بشكل مدروس ودقيق ، وأنهيت قسمها الأول في عدة أجزاء نشرت جميها ، كنت أطرح ذلك الوقت سؤلاً هاماً وشائكاً على نفسي أولاً وعلى الكثيرين بعد ذلك ، وهو : هل بامكاننا بعد أن نعلم الناس الوزن ان نعلمهم كيف هو الشعر ؟! .
وكذلك سؤال آخر لا يقل أهمية عن سابقه :
هل نحن بحاجة شعراء أكثر مما نرى ؟!
عن نفسي فقد رأيت اخفاء هذه لدراسة عن الأعين ، الأمر الأسلم لنا جميعا وصرت مبتهجاً بعد أن قمت برفع صوتي بعكس ارخميدس حين الإكتشاف الذي جعله يركض عاريا اذ رآه في الصابونة التي كانت تطفوا فوق الماء وهو يستحم فوجد قانون الكثافة الذي أعياه زمناً : وجدتها وجدتها ..
بينما لست مثله اذ لبست ثيابي وعقلي ويقيني ، « وتحممت بعطرٍ » ثم قلت : أخفيتها أخفيتها !